الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توضيح حول الحديث القدسي (ياابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب..)

السؤال

قلتم لي إن الحديث القدسي التالي إسرائيلي (يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب...... إلخ)، ولكن في كتاب الترغيب والترهيب وجدته صحيحا وسمعته في إحدى دور القرآن، فما قولكم في ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نشكرك على اتصالك، ونسأل الله أن يرزقنا وإياك العلم النافع والتحقيق في أمور الشرع، ونفيدك بأن ما نقلت عن الترغيب أن كنت تعنين به ترغيب المنذري، فإنا لم نجده في النسخ التي بين أيدينا فنرجو التأكد من الأمر، وقد صرح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن هذا الحديث من الإسرائيليات، كما في مجموع الفتاوى، فقال: وفي حديث إسرائيلي: يا ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تعلب، وتكفلت برزقك فلا تتعب، فاطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء. انتهى.

وذكر قريباً منه ابن كثير في التفسير، فقال: وقد ورد في بعض الكتب الإلهية: يقول الله تعالى: ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفلت برزقك فلا تتعب فاطلبني تجدني فإن وجدتني وجدت كل شيء وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء.

وذكره الشيخ حقي في تفسيره والأبشيهي في المستطرف وذكرا أنه مما نقله كعب الأحبار عن التوراة، قال الشيخ حقي في تفسيره: ومن الكلمات التي نقلها كعب الأحبار عن التوراة: يا بن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب وقسمت رزقك فلا تتعب وفي أكثر منه لا تطمع ومن أقل منه لا تجزع فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محموداً وإن كنت لم ترض به وعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البر ولا ينالك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندي مذموماً. يا ابن آدم خلقت لك السموات والأرضين ولم أعي بخلقهن أيعينى رغيف أسوقه إليك من غير تعب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني