الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث (من لم تنهه صلاته..)

السؤال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لن تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له)، السؤال الأول: هل هذا حديث صحيح, وهل توجد أحاديث صحيحة وأحاديث ضعيفة؟ السؤال الثاني: ما الفرق بين الفحشاء والمنكر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المشار إليه في السؤال لا يصح ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ورد من قول ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً عليه، وانظر الفتوى رقم: 35049.

وأما الفرق بين الفحشاء والمنكر، فإن المنكر كما قال القرطبي رحمه الله: هو ما أنكره الشرع بالنهي عنه وهو يعم جميع المعاصي والرذائل والدناءات على اختلاف أنواعها والفحشاء، قال ابن عباس هو الزنى.

وعلى هذا فالمنكر أعم من الفحشاء، فالفحشاء منكر، وليس كل منكر فحشاء، فالمنكر يشمل الفحشاء -الزنى- وغيره من الذنوب والمعاصي، وقد سمى الله تعالى في كتابه عمل قوم لوط بالفحشاء، فقال تعالى: أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ {الأعراف:80}، وقيل إن الفحشاء هو كل عمل قبيح من قول أو فعل، وهي بهذا الاعتبار أيضاً أخص من المنكر.

وأما قول السائل (هل يوجد أحاديث صحيحة وأحاديث ضعيفة) فإن كان مقصوده على وجه العموم، فالجواب: نعم، فهناك أحاديث صحيحة النسبة للنبي صلى الله عليه وسلم وهناك أحاديث ضعيفة، ومعنى ضعيفة أي لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالها، ومعنى ضعفها أن الذين رووها ليسوا ممن يقبل حديثهم، إما لأنهم لا يحفظون ما يروون وإما لنحو ذلك من الأسباب التي يعرفها علماء الحديث.

ومعنى أحاديث صحيحة أي ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها، فهي من كلامه عليه الصلاة والسلام، وانظر الفتوى رقم: 35715 في بيان كيفية الحكم على الحديث بالصحة أو الضعف وأقسام الحديث، وكذلك الفتوى رقم: 11828، والفتوى رقم: 58345.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني