الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ما يخرج من ذكر الرجل عند رؤية المناظر المثيرة

السؤال

توجد عندي مشكلة هي: أنني عندما أصعد إلى الباص وعندما تجلس فتاة بقربي أو عندما أرى بعض اللقطات على التلفاز مثلا في فيلم أجنبي أو عربي تعرفون الأفلام يكون فيها بعض اللقطات الإباحية مثلا يقبل الرجل المرأة وإلى غير ذلك كل هذا لا أعرف لماذا وكيف يخرج المني من عضوي أو من ذكري ويخرج القليل مثل قطرات البول وعندما أرى مثلا هذه الفتاة تعرفون كيف هو لبس البنات في عالمنا العربي كله إغراء فعندما أراها أشتهيها من أول نظرة وبعدها لا أعير لها أي أهمية، ولكن لا أعرف لماذا المني يخرج من عضوي بدون لمس ذكري أصلاً، صحيح أنا اشتهيها ولكن بعدها لا أعير لها أي أهمية فعندما أرجع للبيت وأريد الصلاة هل في هذه الحالة يجب علي أن أغتسل، أنا أصلي مباشرة بدون غسل لأني أفسرها مع نفسي أقول إنني لم ألمس ذكري أبداً وهذه حالة لا إرادية، فأريد جوابا من عندكم هل هذه الحالة تبطل صلاتي ويجب علي أن أغتسل أم لا؟ وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك أخي الكريم أن تحرص على غض البصر وتجنب ما يثير الفتنة، لأن الله تعالى يقول: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، ولكن لو حصل ذلك فجأة أو ضرورة فهو معفو عنه لعدم القصد، ولعسر التحرز، وفي صحيح مسلم عن جرير رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة؟ فأمرني أن أصرف بصري. وإنما الإثم على من تعمد النظر إلى المحرم أولا، أو استدام النظر إليه. ففي سنن الترمذي عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي لا تتبع النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. معنى الحديث: لا تتبع النظرة الأولى نظرة أخرى لأن النظرة الثانية عن قصد واختيار، فهي لذلك محرمة.

وأما ما ينزل عند رؤية تلك المناظر فإما أن يكون منياً، وإما أن يكون مذياً ولا تصح الصلاة إلا بعد الطهارة منهما سواء حصل مس للذكر أم لا فالعبرة بالخارج وليس بمس الذكر، وتختلف طهارة كل واحد عن الآخر، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 22308 فراجعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني