الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آخر من يموت من المخلوقات

السؤال

من آخر من يموت على وجه الأرض؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فآخر من يموت هو ملك الموت، ففي الدر المنثور للسيوطي: وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس رفعه في قوله: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ.... قال: فكان ممن استثنى الله جبريل، وميكائيل، وملك الموت، فيقول الله -وهو أعلم-: يا ملك الموت من بقي؟ فيقول بقي وجهك الكريم، وعبدك جبريل، وميكائيل، وملك الموت، فيقول: توف نفس ميكائيل، ثم يقول -وهو أعلم- يا ملك الموت من بقي؟ فيقول بقي وجهك الكريم، وعبدك جبريل، وملك الموت، فيقول: توف نفس جبريل، ثم يقول -وهو أعلم-: يا ملك الموت من بقي؟ فيقول: بقي وجهك الباقي الكريم، وعبدك ملك الموت وهو ميت. فيقول: مت. ثم ينادي أنا بدأت الخلق، وأنا أعيده فأين الجبارون المتكبرون؟ فلا يجيبه أحد، ثم ينادي لمن الملك اليوم، فلا يجيبه أحد، فيقول هو لله الواحد القهار: ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ.

وأخرج ابن المنذر عن جابر: فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ... قال: استثنى موسى عليه السلام لأنه كان صعق قبل. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه: إلا ما شاء الله.. قال: هم حملة العرش. انتهى.

وفي تفسير ابن كثير: هذه النفخة هي الثانية وهي نفخة الصعق وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السموات والأرض إلا من شاء الله كما جاء مصرحاً به مفسراً في حديث الصور المشهور ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت وينفرد الحي القيوم الذي كان أولاً وهو الباقي آخراً بالديمومة والبقاء.. ويقول (لمن الملك اليوم) ثلاث مرات ثم يجيب نفسه بنفسه فيقول: لله الواحد القهار. انتهى.

وهذا ننبه الأخ السائل إلى ضرورة صرف الاهتمام إلى ما هو أنفع له في أمر دينه ودنياه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني