nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=117وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116فلولا كان فهلا كان .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116من القرون من قبلكم أولو بقية من الرأي والعقل ، أو أولو فضل وإنما سمي
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116بقية لأن الرجل يستبقي أفضل ما يخرجه ، ومنه يقال فلان من بقية القوم أي من خيارهم ، ويجوز أن يكون مصدرا كالتقية أي ذوو إبقاء على أنفسهم وصيانة لها من العذاب ، ويؤيده أنه قرئ « بقية » وهي المرة
[ ص: 152 ] من مصدر بقاه يبقيه إذا راقبه .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم لكن قليلا منهم أنجيناهم لأنهم كانوا كذلك ، ولا يصح اتصاله إلا إذا جعل استثناء من النفي اللازم للتحضيض .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه ما أنعموا فيه من الشهوات واهتموا بتحصيل أسبابها وأعرضوا عما وراء ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116وكانوا مجرمين كافرين كأنه أراد أن يبين ما كان السبب لاستئصال الأمم السالفة ، وهو فشو الظلم فيهم واتباعهم للهوى وترك النهي عن المنكرات مع الكفر ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116واتبع على معطوف مضمر دل عليه الكلام إذا المعنى : فلم ينهوا عن الفساد واتبع الذين ظلموا وكانوا مجرمين عطف على (اتبع) أو اعترض . وقرئ « وأتبع » أي وأتبعوا جزاء ما أترفوا فتكون الواو للحال ، ويجوز أن تفسر به المشهورة ويعضده تقدم الإنجاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=117وما كان ربك ليهلك القرى بظلم بشرك .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=117وأهلها مصلحون فيما بينهم لا يضمون إلى شركهم فسادا وتباغيا ، وذلك لفرط رحمته ومسامحته في حقوقه ومن ذلك قدم الفقهاء عند تزاحم الحقوق حقوق العباد . وقيل الملك يبقى مع الشرك ولا يبقى مع الظلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلا قَلِيلا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=117وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116فَلَوْلا كَانَ فَهَلَّا كَانَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ مِنَ الرَّأْيِ وَالْعَقْلِ ، أَوْ أُولُو فَضْلٍ وَإِنَّمَا سُمِّيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116بَقِيَّةٍ لِأَنَّ الرَّجُلَ يَسْتَبْقِي أَفْضَلَ مَا يُخْرِجُهُ ، وَمِنْهُ يُقَالُ فُلَانٌ مِنْ بَقِيَّةِ الْقَوْمِ أَيْ مِنْ خِيَارِهِمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا كَالتَّقِيَّةِ أَيْ ذَوُو إِبْقَاءٍ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَصِيَانَةٍ لَهَا مِنَ الْعَذَابِ ، وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّهُ قُرِئَ « بَقْيَةٍ » وَهِيَ الْمَرَّةُ
[ ص: 152 ] مِنْ مَصْدَرِ بَقَاهُ يُبْقِيهِ إِذَا رَاقَبَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلا قَلِيلا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ لَكِنَّ قَلِيلًا مِنْهُمْ أَنْجَيْنَاهُمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا كَذَلِكَ ، وَلَا يَصِحُّ اتِّصَالُهُ إِلَّا إِذَا جُعِلَ اسْتِثْنَاءً مِنَ النَّفْيِ اللَّازِمِ لِلتَّحْضِيضِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ مَا أُنْعِمُوا فِيهِ مِنَ الشَّهَوَاتِ وَاهْتَمُّوا بِتَحْصِيلِ أَسْبَابِهَا وَأَعْرَضُوا عَمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116وَكَانُوا مُجْرِمِينَ كَافِرِينَ كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ مَا كَانَ السَّبَبُ لِاسْتِئْصَالِ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ ، وَهُوَ فُشُوُّ الظُّلْمِ فِيهِمْ وَاتِّبَاعُهُمْ لِلْهَوَى وَتَرْكُ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرَاتِ مَعَ الْكُفْرِ ، وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=116وَاتَّبَعَ عَلَى مَعْطُوفٍ مُضْمَرٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ إِذَا الْمَعْنَى : فَلَمْ يَنْهَوْا عَنِ الْفَسَادِ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَكَانُوا مُجْرِمِينَ عُطِفَ عَلَى (اتَّبَعَ) أَوِ اعْتَرَضَ . وَقُرِئَ « وَأَتْبَعَ » أَيْ وَأَتْبَعُوا جَزَاءَ مَا أُتْرِفُوا فَتَكُونُ الْوَاوُ لِلْحَالِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تُفَسَّرَ بِهِ الْمَشْهُورَةُ وَيُعَضِّدَهُ تَقَدُّمُ الْإِنْجَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=117وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ بِشِرْكٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=117وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ لَا يَضُمُّونَ إِلَى شِرْكِهِمْ فَسَادًا وَتَبَاغِيًا ، وَذَلِكَ لِفَرْطِ رَحْمَتِهِ وَمُسَامَحَتِهِ فِي حُقُوقِهِ وَمِنْ ذَلِكَ قَدَّمَ الْفُقَهَاءُ عِنْدَ تَزَاحُمِ الْحُقُوقِ حُقُوقَ الْعِبَادِ . وَقِيلَ الْمُلْكُ يَبْقَى مَعَ الشِّرْكِ وَلَا يَبْقَى مَعَ الظُّلْمِ .