nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين .
nindex.php?page=treesubj&link=30564_34091_29000nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=11وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10ومن الناس من يقول آمنا بالله اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال .
أحدها: أنها نزلت في المؤمنين الذين أخرجهم المشركون إلى
بدر فارتدوا، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . [ ص: 259 ] والثاني: نزلت في قوم كانوا يؤمنون بألسنتهم، فإذا أصابهم بلاء من الله أو مصيبة في أنفسهم وأموالهم افتتنوا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
والثالث : نزلت في ناس من المنافقين
بمكة . كانوا يؤمنون، فإذا أوذوا وأصابهم بلاء من المشركين رجعوا إلى الشرك، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
والرابع : أنها نزلت في
عياش بن أبي ربيعة، كان أسلم، فخاف على نفسه من أهله وقومه، فخرج من
مكة هاربا إلى
المدينة، وذلك قبل قدوم رسول الله صلى الله وعليه وسلم إلى
المدينة، فجزعت أمه فقالت لأخويه
أبي جهل والحارث ابني هشام- وهما أخواه لأمه-: والله لا آوي بيتا ولا آكل طعاما ولا أشرب شرابا حتى تأتياني به، فخرجا في طلبه فظفرا به فلم يزالا به، حتى تابعهما وجاءا به إليها، فقيدته، وقالت: والله لا أحلك من وثاقك حتى تكفر
بمحمد، ثم أقبلت تجلده بالسياط وتعذبه حتى كفر
بمحمد عليه السلام جزعا من الضرب، فنزلت [فيه] هذه الآية، ثم هاجر بعد وحسن إسلامه، هذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابن السائب، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل، وفي رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل أنهما جلداه في الطريق مائتي جلدة، فتبرأ من دين
محمد، فنزلت هذه الآية .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10فإذا أوذي في الله أي: ناله أذى أو عذاب بسبب إيمانه
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10جعل فتنة الناس أي: ما يصيبه من عذابهم في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10كعذاب الله في
[ ص: 260 ] الآخرة; وإنما ينبغي للمؤمن أن يصبر على الأذى في الله تعالى لما يرجو من ثوابه
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10ولئن جاء نصر من ربك يعني دولة للمؤمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10ليقولن يعني المنافقين للمؤمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10إنا كنا معكم على دينكم، فكذبهم الله عز وجل وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين من الإيمان والنفاق . وقد فسرنا الآية التي تلي هذه في أول السورة .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مَنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهِ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ .
nindex.php?page=treesubj&link=30564_34091_29000nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=11وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ اخْتَلَفُوا فِيمَنْ نَزَلَتْ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ أَخْرَجَهُمُ الْمُشْرِكُونَ إِلَى
بَدْرٍ فَارْتَدُّوا، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . [ ص: 259 ] وَالثَّانِي: نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ، فَإِذَا أَصَابَهُمْ بَلَاءٌ مِنَ اللَّهِ أَوْ مُصِيبَةٌ فِي أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمُ افْتُتِنُوا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
وَالثَّالِثُ : نَزَلَتْ فِي نَاسٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ
بِمَكَّةَ . كَانُوا يُؤْمِنُونَ، فَإِذَا أُوذُوا وَأَصَابَهُمْ بَلَاءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ رَجَعُوا إِلَى الشِّرْكِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
وَالرَّابِعُ : أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي
عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، كَانَ أَسْلَمَ، فَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ أَهْلِهِ وَقَوْمِهِ، فَخَرَجَ مِنْ
مَكَّةَ هَارِبًا إِلَى
الْمَدِينَةِ، وَذَلِكَ قَبْلَ قُدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
الْمَدِينَةِ، فَجَزِعَتْ أُمُّهُ فَقَالَتْ لِأَخَوَيْهِ
أَبِي جَهْلٍ وَالْحَارِثِ ابْنَيْ هِشَامٍ- وَهُمَا أَخَوَاهُ لِأُمِّهِ-: وَاللَّهِ لَا آوِي بَيْتًا وَلَا آكُلُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى تَأْتِيَانِي بِهِ، فَخَرَجَا فِي طَلَبِهِ فَظَفِرَا بِهِ فَلَمْ يَزَالَا بِهِ، حَتَّى تَابَعَهُمَا وَجَاءَا بِهِ إِلَيْهَا، فَقَيَّدَتْهُ، وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أَحُلُّكَ مِنْ وَثَاقِكَ حَتَّى تَكْفُرَ
بِمُحَمَّدٍ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ تَجْلِدُهُ بِالسِّيَاطِ وَتُعَذِّبُهُ حَتَّى كَفَرَ
بِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَزَعًا مِنَ الضَّرْبِ، فَنَزَلَتْ [فِيهِ] هَذِهِ الْآيَةُ، ثُمَّ هَاجَرَ بَعْدُ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، هَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابْنِ السَّائِبِ، nindex.php?page=showalam&ids=17132وَمُقَاتِلٍ، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٍ أَنَّهُمَا جَلَدَاهُ فِي الطَّرِيقِ مِائَتَيْ جَلْدَةً، فَتَبَرَّأَ مِنْ دِينِ
مُحَمَّدٍ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ أَيْ: نَالَهُ أَذًى أَوْ عَذَابٌ بِسَبَبِ إِيمَانِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ أَيْ: مَا يُصِيبُهُ مِنْ عَذَابِهِمْ فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10كَعَذَابِ اللَّهِ فِي
[ ص: 260 ] الْآخِرَةِ; وَإِنَّمَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى الْأَذَى فِي اللَّهِ تَعَالَى لِمَا يَرْجُو مِنْ ثَوَابِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ يَعْنِي دَوْلَةً لِلْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10لَيَقُولُنَّ يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ لِلْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، فَكَذَّبَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْإِيمَانِ وَالنِّفَاقِ . وَقَدْ فَسَّرْنَا الْآيَةَ الَّتِي تَلِي هَذِهِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ .