nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون .
nindex.php?page=treesubj&link=29676_31836_32016_29000nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=15فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه في هذه القصة تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أعلم أن الأنبياء قد ابتلوا قبله، وفيها وعيد شديد لمن أقام على الشرك، فإنهم وإن أمهلوا، فقد أمهل قوم
نوح أكثر ثم أخذوا .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما اختلفوا في عمر
نوح على خمسة أقوال .
أحدها: بعث بعد أربعين سنة، وعاش في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم، وعاش بعد الطوفان ستين سنة، رواه
يوسف بن مهران عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني: أنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد ذلك سبعين عاما، فكان مبلغ عمره ألف سنة وعشرين سنة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار . [ ص: 262 ] والثالث : أنه بعث وهو ابن خمسين وثلاثمائة، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة، قاله
عون بن أبي شداد .
والرابع : أنه لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلاثمائة سنة، [ودعاهم ثلاثمائة سنة] ولبث بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه: بعث لخمسين سنة .
والخامس: أن هذه الآية بينت مقدار عمره كله حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
فإن قيل: ما فائدة قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14إلا خمسين عاما ، فهلا قال: تسعمائة وخمسين؟
فالجواب: أن المراد به تكثير العدد، وذكر الألف أفخم في اللفظ، وأعظم للعدد .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: تأويل الاستثناء في كلام
العرب: التوكيد، تقول: جاءني إخوتك إلا زيدا، فتؤكد أن الجماعة جاؤوا، وتنقص زيدا . واستثناء نصف الشيء قبيح جدا لا تتكلم به
العرب، وإنما تتكلم بالاستثناء كما تتكلم بالنقصان، تقول: عندي درهم ينقص قيراطا، فلو قلت: ينقص نصفه، كان الأولى أن تقول: عندي نصف درهم، ولم يأت الاستثناء في كلام
العرب إلا قليل من كثير .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14فأخذهم الطوفان فيه ثلاثة أقوال .
أحدها: الموت، روت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14فأخذهم الطوفان قال: الموت .
[ ص: 263 ] والثاني: المطر، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : هو المطر الشديد .
والثالث : الغرق، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: الطوفان من كل شيء: ما كان كثيرا مطيفا بالجماعة كلها، فالغرق الذي يشتمل على المدن الكثيرة: طوفان، وكذلك القتل الذريع، والموت الجارف: طوفان .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14وهم ظالمون قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: كافرون .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=15وجعلناها يعني السفينة، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: أبقاها الله آية للناس بأعلى الجودي . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي: وجائز أن يكون أراد: الفعلة التي فعلها بهم من الغرق (آية)، أي: عبرة
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=15للعالمين [بعدهم] .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ .
nindex.php?page=treesubj&link=29676_31836_32016_29000nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=15فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ تَسْلِيَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ أُعْلِمَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ قَدِ ابْتُلُوا قَبْلَهُ، وَفِيهَا وَعِيدٌ شَدِيدٌ لِمَنْ أَقَامَ عَلَى الشِّرْكِ، فَإِنَّهُمْ وَإِنْ أُمْهِلُوا، فَقَدْ أُمْهِلَ قَوْمُ
نُوحٍ أَكْثَرَ ثُمَّ أُخِذُوا .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا اخْتَلَفُوا فِي عُمْرِ
نُوحٍ عَلَى خَمْسَةِ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: بُعِثَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَعَاشَ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ، وَعَاشَ بَعْدَ الطُّوفَانِ سِتِّينَ سَنَةً، رَوَاهُ
يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُ لَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا، وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ سَبْعِينَ عَامًا، فَكَانَ مَبْلَغُ عُمْرِهِ أَلْفَ سَنَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبُ الْأَحْبَارِ . [ ص: 262 ] وَالثَّالِثُ : أَنَّهُ بُعِثَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا، ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ خَمْسِينَ وَثَلَاثَمِائَةٍ، قَالَهُ
عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ .
وَالرَّابِعُ : أَنَّهُ لَبِثَ فِيهِمْ قَبْلَ أَنْ يَدْعُوَهُمْ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ، [وَدَعَاهُمْ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ] وَلَبِثَ بَعْدَ الطُّوفَانِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: بُعِثَ لِخَمْسِينَ سَنَةً .
وَالْخَامِسُ: أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ بَيَّنَتْ مِقْدَارَ عُمْرِهِ كُلِّهِ حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ .
فَإِنْ قِيلَ: مَا فَائِدَةُ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14إِلا خَمْسِينَ عَامًا ، فَهَلَّا قَالَ: تِسْعَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ؟
فَالْجَوَابُ: أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ تَكْثِيرَ الْعَدَدِ، وَذِكْرُ الْأَلْفِ أَفْخَمُ فِي اللَّفْظِ، وَأَعْظَمُ لِلْعَدَدِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: تَأْوِيلُ الِاسْتِثْنَاءِ فِي كَلَامِ
الْعَرَبِ: التَّوْكِيدُ، تَقُولُ: جَاءَنِي إِخْوَتُكَ إِلَّا زَيْدًا، فَتُؤَكِّدُ أَنَّ الْجَمَاعَةَ جَاؤُوا، وَتَنْقُصُ زَيْدًا . وَاسْتِثْنَاءُ نِصْفِ الشَّيْءِ قَبِيحٌ جِدًّا لَا تَتَكَلَّمُ بِهِ
الْعَرَبُ، وَإِنَّمَا تَتَكَلَّمُ بِالِاسْتِثْنَاءِ كَمَا تَتَكَلَّمُ بِالنُّقْصَانِ، تَقُولُ: عِنْدِي دِرْهَمٌ يَنْقُصُ قِيرَاطًا، فَلَوْ قُلْتَ: يَنْقُصُ نِصْفُهُ، كَانَ الْأَوْلَى أَنْ تَقُولَ: عِنْدِي نِصْفُ دِرْهَمٍ، وَلَمْ يَأْتِ الِاسْتِثْنَاءُ فِي كَلَامِ
الْعَرَبِ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْ كَثِيرٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: الْمَوْتُ، رَوَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ قَالَ: الْمَوْت .
[ ص: 263 ] وَالثَّانِي: الْمَطَرُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : هُوَ الْمَطَرُ الشَّدِيدُ .
وَالثَّالِثُ : الْغَرَقُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: الطُّوفَانُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا كَانَ كَثِيرًا مُطِيفًا بِالْجَمَاعَةِ كُلِّهَا، فَالْغَرَقُ الَّذِي يَشْتَمِلُ عَلَى الْمُدُنِ الْكَثِيرَةِ: طُوفَانٌ، وَكَذَلِكَ الْقَتْلُ الذَّرِيعُ، وَالْمَوْتُ الْجَارِفُ: طُوفَانٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14وَهُمْ ظَالِمُونَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: كَافِرُونَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=15وَجَعَلْنَاهَا يَعْنِي السَّفِينَةَ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: أَبْقَاهَا اللَّهُ آيَةً لِلنَّاسِ بِأَعْلَى الْجُودِيِّ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12033أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ: وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ: الْفِعْلَةَ الَّتِي فَعَلَهَا بِهِمْ مِنَ الْغَرَقِ (آيَةً)، أَيْ: عِبْرَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=15لِلْعَالَمِينَ [بَعْدَهُمْ] .