nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=18إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين [ ص: 75 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=18إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة أي إنما تستقيم عمارتها لهؤلاء الجامعين للكمالات العلمية والعملية ومن عمارتها تزيينها بالفرش وتنويرها بالسرج وإدامة العبادة والذكر ودرس العلم فيها وصيانتها مما لم تبن له كحديث الدنيا ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم «
nindex.php?page=hadith&LINKID=932039قال الله تعالى إن بيوتي في أرضي المساجد ، وإن زواري فيها عمارها ، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي فحق على المزور أن يكرم زائره » .
وإنما لم يذكر الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم لما علم أن الإيمان بالله قرينه وتمامه الإيمان به ولدلالة قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=18وأقام الصلاة وآتى الزكاة عليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=18ولم يخش إلا الله أي في أبواب الدين فإن الخشية عن المحاذير جبلية لا يكاد العاقل يتمالك عنها .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=18فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ذكره بصيغة التوقع قطعا لأطماع المشركين في الاهتداء والانتفاع بأعمالهم وتوبيخا لهم بالقطع بأنهم مهتدون ، فإن هؤلاء مع كمالهم إذا كان اهتداؤهم دائرا بين عسى ولعل فما ظنك بأضدادهم ، ومنعا للمؤمنين أن يغتروا بأحوالهم ويتكلوا عليها .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=18إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ [ ص: 75 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=18إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ أَيْ إِنَّمَا تَسْتَقِيمُ عَمَارَتُهَا لِهَؤُلَاءِ الْجَامِعِينَ لِلْكِمَالَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ وَمِنْ عِمَارَتِهَا تَزْيِينُهَا بِالْفَرْشِ وَتَنْوِيرُهَا بِالسُّرُجِ وَإِدَامَةُ الْعِبَادَةِ وَالذِّكْرِ وَدَرْسُ الْعِلْمِ فِيهَا وَصِيَانَتُهَا مِمَّا لَمْ تُبْنَ لَهُ كَحَدِيثِ الدُّنْيَا ، وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «
nindex.php?page=hadith&LINKID=932039قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّ بُيُوتِي فِي أَرْضِي الْمَسَاجِدُ ، وَإِنَّ زُوَّارِي فِيهَا عُمَّارُهَا ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي فَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ » .
وَإِنَّمَا لَمْ يَذْكُرِ الْإِيمَانَ بِالرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا عُلِمَ أَنَّ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ قَرِينُهُ وَتَمَامُهُ الْإِيمَانُ بِهِ وَلِدَلَالَةِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=18وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ عَلَيْهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=18وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ أَيْ فِي أَبْوَابِ الدِّينِ فَإِنَّ الْخَشْيَةَ عَنِ الْمَحَاذِيرِ جِبِلِّيَّةٌ لَا يَكَادُ الْعَاقِلُ يَتَمَالَكُ عَنْهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=18فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ذَكَرَهُ بِصِيغَةِ التَّوَقُّعِ قَطْعًا لِأَطْمَاعِ الْمُشْرِكِينَ فِي الِاهْتِدَاءِ وَالِانْتِفَاعِ بِأَعْمَالِهِمْ وَتَوْبِيخًا لَهُمْ بِالْقَطْعِ بِأَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مَعَ كَمَالِهِمْ إِذَا كَانَ اهْتِدَاؤُهُمْ دَائِرًا بَيْنَ عَسَى وَلَعَلَّ فَمَا ظَنُّكَ بِأَضْدَادِهِمْ ، وَمَنْعًا لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَغْتَرُّوا بِأَحْوَالِهِمْ وَيَتَّكِلُوا عَلَيْهَا .