الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وحدثني عن مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=707713أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تبارك وتعالى nindex.php?page=treesubj&link=30531_1970_32882_32883إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه
567 569 - ( مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تبارك وتعالى ) هذا من الأحاديث الإلهية ، فيحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم تلقاه عن الله بلا واسطة أو بواسطة ، قاله الحافظ . - ( إذا أحب عبدي لقائي ) عند حضور أجله إن عاين ما يحب أحب لقاء الله ، وإن عاين ما يكره لم يحب الخروج من الدنيا ، هذا معناه كما تشهد به الآثار المرفوعة ، وذلك حين لا تقبل توبة وليس المراد الموت ; لأنه لا يخلو من كراهته نبي ولا غيره ، ولكن المكروه من ذلك إيثار الدنيا وكراهة أن يصير إلى الله ، قاله ابن عبد البر . ( أحببت لقاءه ) أي أردت له الخير . ( وإذا كره لقائي كرهت لقاءه ) زاد في حديث عبادة في الصحيحين nindex.php?page=hadith&LINKID=10352570فقالت عائشة : " إنا لنكره الموت ، قال صلى الله عليه وسلم : ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وأن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله وكره الله لقاءه " .
ولأحمد عن عائشة مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352571إذا أراد الله بعبد خيرا قيض الله له قبل موته بعام ملكا يسدده ويوفقه حتى يقال مات بخير ما كان ، فإذا حضر ورأى إلى ثوابه اشتاقت نفسه ، فذلك حين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإذا أراد الله بعبد شرا قيض الله له قبل موته بشهر شيطانا فأضله وفتنه حتى يقال مات بشر ما كان عليه ، فإذا حضر ورأى ما أعد الله له من العذاب جزعت نفسه فذلك حين كره لقاء الله وكره الله لقاءه " . وقال الخطابي : معنى محبة لقاء الله إيثار العبد الآخرة على الدنيا ولا يحب طول القيام فيها لكن يستعد للارتحال عنها ، واللقاء على وجوه : منها الرؤية ، ومنها البعث كقوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=31قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله ) ( سورة الأنعام : الآية 31 ) أي البعث ، ومنها الموت كقوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت ) ( سورة العنكبوت : الآية 5 ) وقال ابن الأثير : [ ص: 125 ] المراد باللقاء المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما عند الله وليس الغرض به الموت ; لأن كلا يكرهه ، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لقاء الله ، ومن آثرها وركن إليها كره لقاء الله ، ومحبة الله لقاء عبده إرادة الخير له وإنعامه عليه . وفي الكواكب : إن قيل الشرط ليس سببا للجزاء بل الأمر بالعكس . قلت : مثله يؤول بالإخبار ، أي أخبره بأني أحببت لقاءه ، وكذا الكراهة . الحديث رواه البخاري في التوحيد عن إسماعيل عن مالك به .
567 569 - ( مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تبارك وتعالى ) هذا من الأحاديث الإلهية ، فيحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم تلقاه عن الله بلا واسطة أو بواسطة ، قاله الحافظ . - ( إذا أحب عبدي لقائي ) عند حضور أجله إن عاين ما يحب أحب لقاء الله ، وإن عاين ما يكره لم يحب الخروج من الدنيا ، هذا معناه كما تشهد به الآثار المرفوعة ، وذلك حين لا تقبل توبة وليس المراد الموت ; لأنه لا يخلو من كراهته نبي ولا غيره ، ولكن المكروه من ذلك إيثار الدنيا وكراهة أن يصير إلى الله ، قاله ابن عبد البر . ( أحببت لقاءه ) أي أردت له الخير . ( وإذا كره لقائي كرهت لقاءه ) زاد في حديث عبادة في الصحيحين nindex.php?page=hadith&LINKID=10352570فقالت عائشة : " إنا لنكره الموت ، قال صلى الله عليه وسلم : ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وأن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله وكره الله لقاءه " .
ولأحمد عن عائشة مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352571إذا أراد الله بعبد خيرا قيض الله له قبل موته بعام ملكا يسدده ويوفقه حتى يقال مات بخير ما كان ، فإذا حضر ورأى إلى ثوابه اشتاقت نفسه ، فذلك حين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإذا أراد الله بعبد شرا قيض الله له قبل موته بشهر شيطانا فأضله وفتنه حتى يقال مات بشر ما كان عليه ، فإذا حضر ورأى ما أعد الله له من العذاب جزعت نفسه فذلك حين كره لقاء الله وكره الله لقاءه " . وقال الخطابي : معنى محبة لقاء الله إيثار العبد الآخرة على الدنيا ولا يحب طول القيام فيها لكن يستعد للارتحال عنها ، واللقاء على وجوه : منها الرؤية ، ومنها البعث كقوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=31قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله ) ( سورة الأنعام : الآية 31 ) أي البعث ، ومنها الموت كقوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت ) ( سورة العنكبوت : الآية 5 ) وقال ابن الأثير : [ ص: 125 ] المراد باللقاء المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما عند الله وليس الغرض به الموت ; لأن كلا يكرهه ، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لقاء الله ، ومن آثرها وركن إليها كره لقاء الله ، ومحبة الله لقاء عبده إرادة الخير له وإنعامه عليه . وفي الكواكب : إن قيل الشرط ليس سببا للجزاء بل الأمر بالعكس . قلت : مثله يؤول بالإخبار ، أي أخبره بأني أحببت لقاءه ، وكذا الكراهة . الحديث رواه البخاري في التوحيد عن إسماعيل عن مالك به .