[ ص: 293 ] [سورة عم يتساءلون]
مكية، وتسمى سورة النبإ، وهي أربعون، أو إحدى وأربعون آية
[نزلت بعد المعارج]
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29049_28760nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عم يتساءلون nindex.php?page=treesubj&link=29049_28760nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عن النبإ العظيم nindex.php?page=treesubj&link=29049_28760nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=3الذي هم فيه مختلفون nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عم أصله عما، على أنه حرف جر دخل على ما الاستفهامية وهو في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16747وعيسى بن عمر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان رضي الله عنه [من الوافر]:
على ما قام يشتمني لئيم كخنزير تمرغ في رماد
[ ص: 294 ] والاستعمال الكثير على الحذف، والأصل: قليل ومعنى هذا الاستفهام: تفخيم الشأن، كأنه قال: عن أي شأن يتساءلون ونحوه ما في قولك: زيد ما زيد؟ جعلته لانقطاع قرينه وعدم نظيره كأنه شيء خفي عليك جنسه فأنت تسأل عن جنسه وتفحص عن جوهره، كما تقول: ما الغول وما العنقاء؟ تريد: أي شيء هو من الأشياء هذا أصله; ثم جرد العبارة عن التفخيم، حتى وقع في كلام من لا تخفى عليه خافية.
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1يتساءلون يسأل بعضهم بعضا. أو يتساءلون غيرهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين نحو: يتداعونهم ويتراءونهم. والضمير لأهل
مكة : كانوا يتساءلون فيما بينهم عن البعث، ويتساءلون غيرهم عنه على طريق الاستهزاء
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عن النبإ العظيم بيان للشأن المفخم. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير قرأ: "عمه" بهاء السكت، ولا يخلو: إما أن يجري الوصل مجرى الوقف وإما أن يقف ويبتدئ:
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1يتساءلون nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عن النبإ العظيم على أن يضمر
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1يتساءلون لأن ما بعده يفسره، كشيء يبهم ثم يفسر. فإن قلت: قد زعمت أن الضمير في يتساءلون للكفار. فما تصنع بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=3هم فيه مختلفون ؟ قلت: كان فيهم من يقطع القول بإنكار البعث، ومنهم من يشك. وقيل: الضمير للمسلمين والكافرين جميعا، وكانوا جميعا يسألون عنه. أما المسلم فليزداد خشية واستعدادا وأما الكافر فليزداد استهزاء. وقيل: المتساءل عنه القرآن. وقيل: نبوة
محمد صلى الله عليه وسلم. وقرئ: يساءلون بالإدغام، وستعلمون بالتاء.
[ ص: 293 ] [سُورَةُ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ]
مَكِّيَّةٌ، وَتُسَمَّى سُورَةَ النَّبَإِ، وَهِيَ أَرْبَعُونَ، أَوْ إِحْدَى وَأَرْبَعُونَ آيَةً
[نَزَلَتْ بَعْدَ الْمَعَارِجِ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29049_28760nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29049_28760nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ nindex.php?page=treesubj&link=29049_28760nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=3الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عَمَّ أَصْلُهُ عَمَّا، عَلَى أَنَّهُ حَرْفُ جَرٍّ دَخَلَ عَلَى مَا الِاسْتِفْهَامِيَّةِ وَهُوَ فِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16747وَعِيسَى بْنِ عُمَرَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=144حَسَّانٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [مِنَ الْوَافِرِ]:
عَلَى مَا قَامَ يَشْتِمُنِي لَئِيمٌ كَخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ فِي رَمَادِ
[ ص: 294 ] وَالِاسْتِعْمَالُ الْكَثِيرُ عَلَى الْحَذْفِ، وَالْأَصْلُ: قَلِيلٌ وَمَعْنَى هَذَا الِاسْتِفْهَامِ: تَفْخِيمُ الشَّأْنِ، كَأَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَيِّ شَأْنٍ يَتَسَاءَلُونَ وَنَحْوَهُ مَا فِي قَوْلِكَ: زَيْدٌ مَا زَيْدٌ؟ جَعَلْتَهُ لِانْقِطَاعِ قَرِينِهِ وَعَدَمِ نَظِيرِهِ كَأَنَّهُ شَيْءٌ خَفِيَ عَلَيْكَ جِنْسُهُ فَأَنْتَ تَسْأَلُ عَنْ جِنْسِهِ وَتَفْحَصُ عَنْ جَوْهَرِهِ، كَمَا تَقُولُ: مَا الْغُولُ وَمَا الْعَنْقَاءُ؟ تُرِيدُ: أَيُّ شَيْءٍ هُوَ مِنَ الْأَشْيَاءِ هَذَا أَصْلُهُ; ثُمَّ جَرَّدَ الْعِبَارَةَ عَنِ التَّفْخِيمِ، حَتَّى وَقَعَ فِي كَلَامِ مَنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1يَتَسَاءَلُونَ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. أَوْ يَتَسَاءَلُونَ غَيْرَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ نَحْوَ: يَتَدَاعَوْنَهُمْ وَيَتَرَاءَوْنَهُمْ. وَالضَّمِيرُ لِأَهْلِ
مَكَّةَ : كَانُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ عَنِ الْبَعْثِ، وَيَتَسَاءَلُونَ غَيْرَهُمْ عَنْهُ عَلَى طَرِيقِ الِاسْتِهْزَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ بَيَانٌ لِلشَّأْنِ الْمُفَخَّمِ. وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنِ كَثِيرٍ قَرَأَ: "عَمَّهْ" بِهَاءِ السَّكْتِ، وَلَا يَخْلُو: إِمَّا أَنْ يُجْرِيَ الْوَصْلَ مَجْرَى الْوَقْفِ وَإِمَّا أَنْ يَقِفَ وَيَبْتَدِئَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1يَتَسَاءَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ عَلَى أَنْ يُضْمِرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1يَتَسَاءَلُونَ لِأَنَّ مَا بَعْدَهُ يُفَسِّرُهُ، كَشَيْءٍ يُبْهَمُ ثُمَّ يُفَسَّرُ. فَإِنْ قُلْتَ: قَدْ زَعَمْتَ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي يَتَسَاءَلُونَ لِلْكُفَّارِ. فَمَا تَصْنَعُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=3هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ؟ قُلْتُ: كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَقْطَعُ الْقَوْلَ بِإِنْكَارِ الْبَعْثِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَشُكُّ. وَقِيلَ: الضَّمِيرُ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْكَافِرِينَ جَمِيعًا، وَكَانُوا جَمِيعًا يَسْأَلُونَ عَنْهُ. أَمَّا الْمُسْلِمُ فَلِيَزْدَادَ خَشْيَةً وَاسْتِعْدَادًا وَأَمَّا الْكَافِرُ فَلِيَزْدَادَ اسْتِهْزَاءً. وَقِيلَ: الْمُتَسَاءَلُ عَنْهُ الْقُرْآنُ. وَقِيلَ: نُبُوَّةُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقُرِئَ: يَسَّاءَلُونَ بِالْإِدْغَامِ، وَسَتَعْلَمُونَ بِالتَّاءِ.