2771 [ ص: 7 ] باقي كتاب الجهاد والسير
[ ص: 8 ] [ ص: 9 ] 96 - باب: قتال الذين ينتعلون الشعر
2929 - حدثنا حدثنا علي بن عبد الله، قال سفيان، عن الزهري: عن سعيد بن المسيب، - رضي الله عنه - ، أبي هريرة تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة". قال عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا سفيان: وزاد فيه عن أبو الزناد، عن الأعرج، رواية: " أبي هريرة، ". [انظر: 2928 - مسلم: 2912 - فتح: 6 \ 104] صغار الأعين، ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة
باقي كتاب الجهاد والسير
- باب قتال الذين ينتعلون الشعر
- باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته، واستنصر
- باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
- باب هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب؟
- باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
- باب دعوة اليهود والنصارى، وعلى ما يقاتلون عليه
- باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام والنبوة
- باب من أراد غزوة فورى بغيرها، ومن أحب الخروج يوم الخميس
- باب الخروج بعد الظهر
- باب الخروج آخر الشهر
- باب الخروج في رمضان
- باب التوديع
- باب السمع والطاعة للإمام ما لم يأمر بمعصية
- باب الإمام يقاتل من وراء ويتقى به
- باب البيعة في الحرب أن لا يفروا
- باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون
- باب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس
- باب استئذان الرجل الإمام
- باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه
- باب من اختار الغزو بعد البناء
- باب مبادرة الإمام عند الفزع
- باب السرعة والركض في الفزع
- باب الخروج في الفزع وحده وإذا فزعوا من الليل
- باب الجعائل والحملان في السبيل
- باب الأجير
- باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "نصرت بالرعب مسيرة شهر"
- باب حمل الزاد في الغزو
- باب حمل الزاد على الرقاب
- باب إرداف المرأة خلف أخيها
- باب الارتداف في الغزو والحج
- باب الردف على الحمار
- باب من أخذ بالركاب ونحوه
- باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو
- باب التكبير عند الحرب
- باب ما يكره من رفع الصوت بالتكبير
- باب التسبيح إذا هبط واديا
- باب التكبير إذا علا شرفا
- باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة
- باب السير وحده
- باب السرعة في السير
- باب إذا حمل على فرس فرآها تباع
- باب الجهاد بإذن الأبوين
- باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل
- باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة، أو كان له عذر، هل يؤذن له؟
- باب الجاسوس
- باب الكسوة للأسارى
- باب فضل من أسلم على يديه رجل
- باب الأسارى في السلاسل
- باب فضل من أسلم من أهل الكتابين
- باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري
- باب قتل الصبيان في الحرب
- باب قتل النساء في الحرب
- باب لا يعذب بعذاب الله
- باب فإما منا بعد وإما فداء
- باب هل للأسير أن يقتل أو يخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة؟
- باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق
- باب
- باب حرق الدور والنخيل
- باب قتل النائم المشرك
- باب لا تمنوا لقاء العدو
- باب الحرب خدعة
- باب الكذب في الحرب
- باب الفتك بأهل الحرب
- باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته
- باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق
- باب من لا يثبت على الخيل
- باب دواء الجرح بإحراق الحصير
- باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب
- باب إذا فزعوا بالليل
- باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس
- باب من قال خذها، وأنا ابن فلان
- باب إذا نزل العدو على حكم رجل
- باب قتل الأسير وقتل الصبر
- باب هل يستأسر الرجل؟ ومن لم يستأسر، ومن ركع ركعتين عند القتل
- باب فكاك الأسير
- باب فداء المشركين
- باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان
- باب يقاتل عن أهل الذمه ولا يسترقون
- باب جوائز الوفد
- باب التجمل للوفود
- باب كيف يعرض الإسلام على الصبي
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لليهود "أسلموا تسلموا"
- باب إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون، فهي لهم
- باب كتابة الإمام الناس
- باب إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر
- باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو
- باب العون بالمدد
- باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثا
- باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره
- باب إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم
- باب من تكلم بالفارسية والرطانة
- باب الغلول
- باب القليل من الغلول
- باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم
- باب البشارة في الفتوح
- باب ما يعطى البشير
- باب لا هجرة بعد الفتح
- باب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن
- باب استقبال الغزاة
- باب ما يقول إذا رجع من الغزو
- باب الصلاة إذا قدم من السفر
- باب الطعام عند القدوم
التالي
السابق
ذكر فيه حديث المذكور: " أبي هريرة ". قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة سفيان : وزاد فيه عن أبو الزناد، عن الأعرج، رواية: " أبي هريرة ". صغار الأعين، ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة
الشرح:
هذا التعليق أسنده في علامات النبوة، وفي لفظ: " البخاري " الحديث. وعند حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم قال الإسماعيلي محمد بن عباد : بلغني أن أصحاب بابل كانت نعالهم الشعر.
وعند البكري في "أخبار الترك": " " وفي لفظ: " كأن أعينهم حدق الجراد يتخذون الدرق حتى يربطوا خيولهم بالجبل " حتى (يقاتل المسلمون) الترك يلبسون الشعر من حديث ولابن ماجه يرفعه: " أبي سعيد [ ص: 10 ] الخدري ". لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين عراض الوجوه كأن أعينهم حدق الجراد، كأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعر (ويتخذون) الدرق ويربطون خيولهم بالنخيل من حديث ولأبي داود بريدة بإسناد جيد: " ". يقاتلكم قوم صغار الأعين - يعني: الترك - تسوقونهم ثلاث مرار حتى تلحقوهم بجزيرة العرب، فأما في السياقة الأولى فينجو من هرب منهم، والثانية فينجو بعض ويهلك بعض، وأما في الثالثة فيصطلمون : " وللبيهقي ". إن أمتي يسوقها قوم عراض الوجوه كأن وجوههم الحجف ثلاث مرار، حتى يلحقوهم بجزيرة العرب" قالوا: يا نبي الله، من هم؟ قال: "الترك، والذي نفسي بيده ليربطن خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين
عن ولأبي داود الطيالسي حشرج بن نباتة، ثنا سعيد بن جمهان، عن عن أبيه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عبد الرحمن بن أبي بكرة، "لينزلن طائفة من أمتي أرضا يقال لها البصرة، فيجيء بنو قنطوراء، عراض الوجوه صغار الأعين، حتى تنزلوا على جسر لهم"... الحديث، وذكر البكري من حديث سليمان بن الربيع العدوي، عن قال: عبد الله بن عمرو "يوشك بنو قنطوراء بن كركر أن يسوقوا أهل خراسان وأهل سجستان سوقا عنيفا... " الحديث بطوله. قال: فقدمنا على
الخطاب فحدثناه بما سمعنا من عمر بن فقال: ابن عمرو، أعلم بما يقول. ابن عمرو
[ ص: 11 ] إذا تقرر ذلك فأشراط الساعة: علاماتها، واحدها: شرط.
و (المجان): الترس. وعبارة صاحب "المطالع": الترسة، واحدها: مجن، سميت بذلك لأنها تستر صاحبها، وهي بفتح الميم وتشديد النون جمع مجن بكسر الميم.
و (المطرقة) بإسكان الطاء المهملة وتخفيف الراء، وصوب بعضهم تشديد الراء، حكاه في "المطالع" عن بعضهم، وهي الترسة التي ألبست الأطرقة من الجلود وهي الأغشية منها، شبه عرض وجوههم وصلابتها وظهور وجناتهم بها. وقال الهروي : المطرقة: التي أطرقت بالعقب. أي: : ألبست به. يقال: طارق النعل: إذا سير خصفا على خصف. أي: ركب بعض على بعض، وقيل: هو أن (يقور جلده) بمقداره ويلصق به كأنه ترس على ترس، حكاه في "المطالع".
و ("ذلف") بذال معجمة مضمومة أي: قصار، وهو الفطس وتأخر الأرنبة. وعبارة : قصر الأنف وانبطاحه. وقيل: غلظ واستواء الأرنبة. وقيل: تطامن فيها، ورواه بعضهم بالدال المهملة، قال صاحب "المطالع": وقيدناه عن الخطابي التميمي بالوجهين، والمعجمة أكثر. وقال ابن التين : ذلف الأنوف: صغارها. وقيل: تشميرة عن الشفة إلى أصله، يقال منه: رجل أذلف وامرأة ذلفاء والعرب تقول: أملح النساء الذلف.
وقال : الذلف: الاستواء في طرف الأنف، ليس بحد غليظ. وقال في "المخصص": ويعتري الملاحة. ابن فارس
[ ص: 12 ] والأنوف: جمع أنف، مثل فلس وفلوس، ورواه القزاز : الآنف وقال: مثل بحر وأبحر. في "المخصص": هو جمع المنخر، وسمي أنفا لتقدمه، وجمع الأنف: آنف وآناف.
فائدة:
روى من حديث الترمذي : " الصديق يتبعه أقوام كأن وجوههم (المجان) المطرقة الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان "، ثم قال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إن . أبي التياح
أخرى:
قال : الخطابي بنو قنطوراء هم الترك يقال: إن قنطوراء اسم جارية كانت لإبراهيم ولدت أولادا جاء من نسلهم الترك . وقال كراع : الترك هم الذين يقال لهم الديلم .
وقال في كتاب "القصد والأمم": ابن عبد البر الترك فيما ذكروا هم ولد يافث، وهم أجناس كثيرة، ومنهم أصحاب مدن وحصون، ومنهم قوم في رءوس الجبال والبراري، ليس لهم عمل غير الصيد، ومن لم يصد فصد ودج دابته وشوى الدم في مصران يأكله، وهم يأكلون الرخم والغربان، وليس لهم دين، ومنهم من يدين بالمجوسية وهم الأكثرون، ومنهم من تهود، وملكهم يلبس الحرير وتاج الذهب ويحتجب كثيرا، وفيهم سحر، وقال : هم بنو عم وهب بن منبه يأجوج ومأجوج، وقد قيل: إن أصل الترك أو بعضهم من حمير، وقيل: إنهم [ ص: 13 ] بقايا قوم تبع ومن هناك، كانوا يسمون أولادهم بأسماء العرب العاربة، فهؤلاء ومن كان مثلهم يزعمون أنهم من العرب، وألسنتهم أعجمية، وبلدانهم غير عربية دخلوا في بلاد العجم واستعجموا.
وقال ابن أبي الدمنة الهمداني في "إكليله": أكثرهم يقول: الترك من ولد أفريدون بن سام بن نوح، وسموا تركا لأن عبد شمس بن يشجب لما وطئ أرض بابل أتى بقوم من أجابرة ولد يافث فاستنكر خلقهم ولم يحب أن يدخل في سبي بابل فقال: اتركوهم، فسموا الترك، وقال صاعد في "طبقاته": الترك أمة كثيرة العدد فخمة المملكة، ومساكنهم ما بين مشارق خراسان من مملكة الإسلام وبين مغارب الصين وشمال الهند إلى أقصى المعمور في الشمال، وفضيلتهم التي برعوا فيها وأحرزوا خصالها الحروب ومعالجة آلاتها. قال المسعودي في "مروجه": في الترك استرخاء في المفاصل واعوجاج في سيقانهم، ولين في عظامهم، حتى أن أحدهم ليرمي بالنشاب من خلفه كرميه من قدام، فيصير قفاه كوجهه ووجهه قفاه، ومطاوعات فقار ظهورهم وحمرة وجوههم عند تكامل الحرارة في الوجوه على الأغلب من لونها وارتفاعها لغلبة البرد على أجسامهم.
وفي الحديث: علامة للنبوة وأنه سيبلغ ملك أمته غاية المشارق التي فيها هؤلاء القوم على ما ذكر في غير هذا الحديث، وكذلك خلقة وجوههم بالعيان عريضة وسائر ما وصفهم به - صلى الله عليه وسلم - كما وصفهم.
وفيه: إذا كان فيه شبه منه من جهة ما، وإن خالفه في غير ذلك. التشبيه للشيء بغيره
[ ص: 14 ] فائدة:
في كتاب "الفتن" : حدثنا لنعيم بن حماد يحيى بن سعيد، عن ابن عياش، أخبرني من سمع مكحولا، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "للترك خرجتان: خرجة منها خراب (أذربيجان)، وخرجة يخرجون في الجزيرة يحتقبون ذوات الحجال، فينصر الله المسلمين، فيقع فيهم ذبح الله الأعظم لا يترك بعدها ". وفي لفظ آخر: "آخر الخرجتين يخربون أذربيجان، والثانية يشرعون منها على ثني الفرات، فيرسل الله على جيشهم الموت يفني دوابهم فيرجلهم، فيكون ذبح الله الأعظم ". ثم روى ابن عياش بإسناده إلى : عبد الله بن عمرو يوشك بنو قنطوراء يسوقون أهل خراسان وأهل سجستان سوقا عنيفا حتى يربطوا دوابهم بنخل الأبلة فيبعثون إلى أهل البصرة : أن خلوا لنا أرضكم أو ننزل بكم. فيتفرقون على ثلاث فرق: فرقة تلحق بالعرب، وفرقة بالشام، وفرقة (تعددها)، وأمارة ذلك إذا طبقت الأرض إمارة السفهاء . وفي لفظ: الملاحم ثلاث مضت ثنتان وبقيت واحدة وهي ملحمة الترك بالجزيرة، وسيأتي له تتمة في باب: علامات النبوة.
الشرح:
هذا التعليق أسنده في علامات النبوة، وفي لفظ: " البخاري " الحديث. وعند حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم قال الإسماعيلي محمد بن عباد : بلغني أن أصحاب بابل كانت نعالهم الشعر.
وعند البكري في "أخبار الترك": " " وفي لفظ: " كأن أعينهم حدق الجراد يتخذون الدرق حتى يربطوا خيولهم بالجبل " حتى (يقاتل المسلمون) الترك يلبسون الشعر من حديث ولابن ماجه يرفعه: " أبي سعيد [ ص: 10 ] الخدري ". لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين عراض الوجوه كأن أعينهم حدق الجراد، كأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعر (ويتخذون) الدرق ويربطون خيولهم بالنخيل من حديث ولأبي داود بريدة بإسناد جيد: " ". يقاتلكم قوم صغار الأعين - يعني: الترك - تسوقونهم ثلاث مرار حتى تلحقوهم بجزيرة العرب، فأما في السياقة الأولى فينجو من هرب منهم، والثانية فينجو بعض ويهلك بعض، وأما في الثالثة فيصطلمون : " وللبيهقي ". إن أمتي يسوقها قوم عراض الوجوه كأن وجوههم الحجف ثلاث مرار، حتى يلحقوهم بجزيرة العرب" قالوا: يا نبي الله، من هم؟ قال: "الترك، والذي نفسي بيده ليربطن خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين
عن ولأبي داود الطيالسي حشرج بن نباتة، ثنا سعيد بن جمهان، عن عن أبيه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عبد الرحمن بن أبي بكرة، "لينزلن طائفة من أمتي أرضا يقال لها البصرة، فيجيء بنو قنطوراء، عراض الوجوه صغار الأعين، حتى تنزلوا على جسر لهم"... الحديث، وذكر البكري من حديث سليمان بن الربيع العدوي، عن قال: عبد الله بن عمرو "يوشك بنو قنطوراء بن كركر أن يسوقوا أهل خراسان وأهل سجستان سوقا عنيفا... " الحديث بطوله. قال: فقدمنا على
الخطاب فحدثناه بما سمعنا من عمر بن فقال: ابن عمرو، أعلم بما يقول. ابن عمرو
[ ص: 11 ] إذا تقرر ذلك فأشراط الساعة: علاماتها، واحدها: شرط.
و (المجان): الترس. وعبارة صاحب "المطالع": الترسة، واحدها: مجن، سميت بذلك لأنها تستر صاحبها، وهي بفتح الميم وتشديد النون جمع مجن بكسر الميم.
و (المطرقة) بإسكان الطاء المهملة وتخفيف الراء، وصوب بعضهم تشديد الراء، حكاه في "المطالع" عن بعضهم، وهي الترسة التي ألبست الأطرقة من الجلود وهي الأغشية منها، شبه عرض وجوههم وصلابتها وظهور وجناتهم بها. وقال الهروي : المطرقة: التي أطرقت بالعقب. أي: : ألبست به. يقال: طارق النعل: إذا سير خصفا على خصف. أي: ركب بعض على بعض، وقيل: هو أن (يقور جلده) بمقداره ويلصق به كأنه ترس على ترس، حكاه في "المطالع".
و ("ذلف") بذال معجمة مضمومة أي: قصار، وهو الفطس وتأخر الأرنبة. وعبارة : قصر الأنف وانبطاحه. وقيل: غلظ واستواء الأرنبة. وقيل: تطامن فيها، ورواه بعضهم بالدال المهملة، قال صاحب "المطالع": وقيدناه عن الخطابي التميمي بالوجهين، والمعجمة أكثر. وقال ابن التين : ذلف الأنوف: صغارها. وقيل: تشميرة عن الشفة إلى أصله، يقال منه: رجل أذلف وامرأة ذلفاء والعرب تقول: أملح النساء الذلف.
وقال : الذلف: الاستواء في طرف الأنف، ليس بحد غليظ. وقال في "المخصص": ويعتري الملاحة. ابن فارس
[ ص: 12 ] والأنوف: جمع أنف، مثل فلس وفلوس، ورواه القزاز : الآنف وقال: مثل بحر وأبحر. في "المخصص": هو جمع المنخر، وسمي أنفا لتقدمه، وجمع الأنف: آنف وآناف.
فائدة:
روى من حديث الترمذي : " الصديق يتبعه أقوام كأن وجوههم (المجان) المطرقة الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان "، ثم قال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إن . أبي التياح
أخرى:
قال : الخطابي بنو قنطوراء هم الترك يقال: إن قنطوراء اسم جارية كانت لإبراهيم ولدت أولادا جاء من نسلهم الترك . وقال كراع : الترك هم الذين يقال لهم الديلم .
وقال في كتاب "القصد والأمم": ابن عبد البر الترك فيما ذكروا هم ولد يافث، وهم أجناس كثيرة، ومنهم أصحاب مدن وحصون، ومنهم قوم في رءوس الجبال والبراري، ليس لهم عمل غير الصيد، ومن لم يصد فصد ودج دابته وشوى الدم في مصران يأكله، وهم يأكلون الرخم والغربان، وليس لهم دين، ومنهم من يدين بالمجوسية وهم الأكثرون، ومنهم من تهود، وملكهم يلبس الحرير وتاج الذهب ويحتجب كثيرا، وفيهم سحر، وقال : هم بنو عم وهب بن منبه يأجوج ومأجوج، وقد قيل: إن أصل الترك أو بعضهم من حمير، وقيل: إنهم [ ص: 13 ] بقايا قوم تبع ومن هناك، كانوا يسمون أولادهم بأسماء العرب العاربة، فهؤلاء ومن كان مثلهم يزعمون أنهم من العرب، وألسنتهم أعجمية، وبلدانهم غير عربية دخلوا في بلاد العجم واستعجموا.
وقال ابن أبي الدمنة الهمداني في "إكليله": أكثرهم يقول: الترك من ولد أفريدون بن سام بن نوح، وسموا تركا لأن عبد شمس بن يشجب لما وطئ أرض بابل أتى بقوم من أجابرة ولد يافث فاستنكر خلقهم ولم يحب أن يدخل في سبي بابل فقال: اتركوهم، فسموا الترك، وقال صاعد في "طبقاته": الترك أمة كثيرة العدد فخمة المملكة، ومساكنهم ما بين مشارق خراسان من مملكة الإسلام وبين مغارب الصين وشمال الهند إلى أقصى المعمور في الشمال، وفضيلتهم التي برعوا فيها وأحرزوا خصالها الحروب ومعالجة آلاتها. قال المسعودي في "مروجه": في الترك استرخاء في المفاصل واعوجاج في سيقانهم، ولين في عظامهم، حتى أن أحدهم ليرمي بالنشاب من خلفه كرميه من قدام، فيصير قفاه كوجهه ووجهه قفاه، ومطاوعات فقار ظهورهم وحمرة وجوههم عند تكامل الحرارة في الوجوه على الأغلب من لونها وارتفاعها لغلبة البرد على أجسامهم.
وفي الحديث: علامة للنبوة وأنه سيبلغ ملك أمته غاية المشارق التي فيها هؤلاء القوم على ما ذكر في غير هذا الحديث، وكذلك خلقة وجوههم بالعيان عريضة وسائر ما وصفهم به - صلى الله عليه وسلم - كما وصفهم.
وفيه: إذا كان فيه شبه منه من جهة ما، وإن خالفه في غير ذلك. التشبيه للشيء بغيره
[ ص: 14 ] فائدة:
في كتاب "الفتن" : حدثنا لنعيم بن حماد يحيى بن سعيد، عن ابن عياش، أخبرني من سمع مكحولا، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "للترك خرجتان: خرجة منها خراب (أذربيجان)، وخرجة يخرجون في الجزيرة يحتقبون ذوات الحجال، فينصر الله المسلمين، فيقع فيهم ذبح الله الأعظم لا يترك بعدها ". وفي لفظ آخر: "آخر الخرجتين يخربون أذربيجان، والثانية يشرعون منها على ثني الفرات، فيرسل الله على جيشهم الموت يفني دوابهم فيرجلهم، فيكون ذبح الله الأعظم ". ثم روى ابن عياش بإسناده إلى : عبد الله بن عمرو يوشك بنو قنطوراء يسوقون أهل خراسان وأهل سجستان سوقا عنيفا حتى يربطوا دوابهم بنخل الأبلة فيبعثون إلى أهل البصرة : أن خلوا لنا أرضكم أو ننزل بكم. فيتفرقون على ثلاث فرق: فرقة تلحق بالعرب، وفرقة بالشام، وفرقة (تعددها)، وأمارة ذلك إذا طبقت الأرض إمارة السفهاء . وفي لفظ: الملاحم ثلاث مضت ثنتان وبقيت واحدة وهي ملحمة الترك بالجزيرة، وسيأتي له تتمة في باب: علامات النبوة.