الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يخاطَب بالأضحية من لا تجحف بماله

السؤال

هل تجب علي الأضحية إذا كنت أملك مالا ادخرته لشراء سيارة ولا أملك غيره ولا أريد إنقاصه، علما بأني أعاني من عدم امتلاك سيارة وأنتم تعلمون ما معنى ذلك هنا في قطر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأضحية سنة مؤكدة لمن لا تجحف به، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها، ويكره تركها للقادر عليها؛ لحديث أنس في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده الشريفة، وسمى وكبر. والحكمة منها إحياء ذكرى أبينا إبراهيم عليه السلام، والتوسعة على الناس أيام العيد التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: إنها أيام أكل وشرب.

والذي يخاطَب بالأضحية هو من لا تجحف بماله، بأن لا يحتاج إلى ثمنها في ضرورياته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يحضر مصلاناً. رواه الحاكم وغيره، وحسنه الألباني.

وقال الشيخ خليل بن إسحاق رحمه الله تعالى: سن لحر غير حاج بمنى ضحية لا تجحف، وقال الشيخ الدردير (لا تجحف) بالمضحي أي بماله بأن لا يحتاج لثمنها في ضرورياته في عامه. انتهى.

وبناء على هذا فإذا كنت لا تملك من المال إلا ما قلت إنك تدخره لتشتري به سيارة، وذكرت أنك في معاناة من عدم امتلاكك للسيارة، فإنك بهذا لست مخاطباً بالأضحية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني