الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حج العرب قبل الإسلام

السؤال

كيف كان يحج العرب قبل الاســلام ؟ ونحن نعرف أن الأنصار الذين بايعوا الرســول صلي الله عليه وســلم في بيعة العقبة كانوا أتو ا من يثرب للحج.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمعروف عند أهل التاريخ والسير أن العرب من قريش ومن دان بدينها كانت تعظم البيت، وكانوا يحجون إليه... وثبت في الأحاديث الصحيحة أنه كانت لهم عادات في طوافهم وإفاضتهم وغير ذلك ...منها ما أبطله الإسلام، ومنها ما أبقى عليه.. ولم يكونوا متفقين فيما بينهم على تلك الأفعال التي يؤدونها في حجهم، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قول الله: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس.

وفي صحيح البخاري أيضا عن هشام بن عروة قال عروة: كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إلا الحمس. والحمس قريش وما ولدت. وكانت الحمس يحتسبون على الناس، يعطي الرجل الرجل الثياب يطوف فيها وتعطي المرأة المرأة الثياب تطوف فيها فمن لم يعطه الحمس طاف بالبيت عريانا. وكان يفيض جماعة من عرفات ويفيض الحمس من جمع.

وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن الأنصار كانوا يهلون في الجاهلية لصنمين على شط البحر يقال لهما إساف ونائلة ثم يجيئون فيطوفون بين الصفا والمروة ثم يحلقون، فلما جاء الإسلام كرهوا أن يطوفوا بينهما للذي كانوا يصنعون في الجاهلية، قالت فأنزل الله عز وجل: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ .

وعلى أي حال فإن الذي ينبغي للمسلم أن يعتني به هو تعلم أحكام دينه ومن الخير ترك الانشغال بما لا يترتب عليه فائدة دنيوية أو أخروية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني