الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ثبت إسلامه بيقين لا يزول إسلامه بالشك

السؤال

أرجو منكم إفادتي في هذه المسألة الشائكة والتي هي مسالة في غاية الخطورة فكنت أدرس بالمدارس السعودية قبل رجوعي إلى بلدي ودرست بعض الفقه والحديث والتوحيد ومنذ فترة كنت جالسا مع والد زوجتي التي عقدت عليها ولم أبن بها فقال مزحة أعتقد أنها مخالفة للعقيدة وبعد يومين قال زميل لي في العمل كلام لا يليق عن شيء في الدين وبعض الفكاهات التي لا يجب أن تقال وفيه استهزاء من الدين ولاحظت أن هذا الشيء منتشر في بلدنا والناس لا تدري خطورة هذا الكلام على عقيدتهم ودينهم المهم أني تذكرت بعضا مما درست عن كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في العشرة أشياء المختصرة التي تخرج صاحبها من الملة وبدأت أبحث في هذا الموضوع كثيرا وأنظر إلى فتاوى العقيدة في الكفر الاعتقادي والعملي ثم إني في مرة من المرات كنت ذاهبا إلى صلاة العصر أنا وزميل ونمر على مكاتب الزملاء فنذكرهم بأن الصلاة قد حان وقتها ومررنا على مكتب مسيحي فقلت له ألن تذهب إلى الصلاة وضحكنا عليه فحدثتني نفسي أن هذا استهزاء بالصلاة وأصبحت خارجا من الملة ولكن أنا أعلم أن الاستهزاء بالدين أو شعائره كفر ولم أقصد أن أستهزئ بصلاة العصر نريد أن نضحك عليه فهل هذا استهزاء بالصلاة ومرة أخرى عندنا في مسجد حينا رجل يصلي بنا وأحفظنا للقرآن ولكني ألاحظ عليه أنه مسرع في قراءته ولكنه لا يعطي المدود حقها مثلا وخاصة في كلمة الضالين في سورة الفاتحة ولا أستطيع قراءة الفاتحة في الركعة الثالثة والرابعة خلفه وقد يقوم من الركوع وأنا لم أكمل الفاتحة فيضيق صدري من جهة إمامته لأني على قدر معلوماتي القليلة أنه يجب قراءة الفاتحة من غير لحن حتى لا تبطل الصلاة وقرأت أيضا أنه يكره الصلاة خلف الإمام الذي لا يمكن المأمومين من السنن في الصلاة فما بالك بان لا أتمكن من قراءة الفاتحة وهي فرض وأنا ولله الحمد والمنة أقل عنه قليلا في الحفظ ولكني أطبق أحكام التجويد والتلاوة جيدا فأحب أن أكون الإمام حتى أتمكن من السنن أو يؤمنا غيره طلبا للخشوع وهذا ليس مدحا لنفسي ولا ذما له حيث إن المشكلة أنه جاء يوما متأخرا بعد إقامة الصلاة وتقدم للإمامة رجل أحسبه على خير فرأيت هذا الشيخ قادما مسرعا لكي يكون الإمام ففرحت فيه أنه قد جاء متأخرا ولن يؤمنا وظهرت علي ابتسامة لا أدري شماتة أو فرح في أنه لن يؤمنا في هذه الصلاة فاعتقدت أنا هذا استهزاء بهذا الشيخ وحدثتني نفسي أن هذا كفر وأنا لا أقصد أن أستهزأ به لدينه ومرة سألت زوجتي في أي سورة وصلت في التلاوة فقالت سورة مريم وأنا كنت تقريبا عند هذه السورة وبعد مدة كنت قد قاربت على ختم تلاوة القران ونظرت إلى أي جزء وصلت زوجتي فوجدتها عند سورة الروم فضحكت أو تبسمت لبطئها في الختمة وأنا قد قاربت على الانتهاء ففكرت في هذه الضحكة هل هو استهزاء بالقرآن أو استهزاء بجهدها القليل في التلاوة وفي كل مرة أرجع وانظر في الفتاوى الخاصة بالكفر الاعتقادي والعملي وأسال نفسي هل بهذا الفعل أكون قد كفرت والعياذ بالله ويضيق علي صدري ضيقا شديدا وما موقف زوجتي مني هل ما زالت زوجتي أم طلقت وإذا طلقت مع كل فعل من هذه الأفعال فقد بانت مني وأراجع نفسي فيما قلت وأقول أنا لا أقصد أبدا الاستهزاء لعلمي في نفسي بخطورته وأشك في نيتي وتساءلت عندما قال أبوها المزحة السابقة هل كانت قبل العقد أم بعده فإذا كان قبل العقد هل بهذه المزحة قد كفر أم لا وما حكم ولايته لهذه الفتاة إن كان قال هذه المزحة قبل العقد وما حكم الزملاء الذين معي في العمل وغير العمل عندما يتفوهون بهذه الكلمات الخطيرة من دون أن يعرفوا تأثيرها على عقيدتهم هل أخبرهم بأن هذه الكلمات كفر ويترتب عليها أحكام أخرى دنيوية من وجوب الدخول في الإسلام والغسل وتجديد النكاح؟
فأفتونا مأجورين بالتفصيل جزاكم الله خيرا هل ما فعلته هذا استهزاء وكفر وهل أجدد عقد نكاحي أم أن الشيطان يوسوس لي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر أن الشيطان يوسوس لك فلا تلتفت إلى ذلك. كما يجب أن تعلم أن التكفير شأنه خطير، ولا يجوز الإقدام عليه بأمر مشكوك فيه، ولم نر فيما ذكرت استهزاءا مخرجا من الدين.

كما يجب أن تعلم أن الحكم على العمل أنه كفر لا يعني بالضرورة أن فاعله كافر، فالحكم على الفعل شيء، والحكم على الفاعل شيء آخر، وليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه. وأن من ثبت إسلامه بقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة.

وللفائدة راجع الفتاوى رقم:53835، 721، 15255، 12800.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني