الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتباع الدجال وأتباع عيسى حين ينزل آخر الزمان

السؤال

أريد أن أسأل، هل أتباع الدجال يكونون فقط من يهود أصبهان أم من جميع الديانات، أي هل سيكون هناك مسلمون ومسيحيون أتباعاً للدجال غير يهود أصبهان أم لا، وعندما ينزل المسيح عليه السلام فهل سيكون هناك أتباعه من المسلمين فقط أم من المسلمين وغيرهم من الديانات، وهل هناك أي خبر صحيح وارد في هذا الصدد؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي حديث مسلم: يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً. وليس في هذا الحديث حصر أتباع الدجال في يهود أصبهان، بل يتبعه من انطلت عليه ضلالات الدجال في كثير من البلدان كما يفيده حديث مسلم في طوافه في الأرض قال: فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر.... واليهود هم أكثر أتباعه كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد.

وأما عيسى عليه الصلاة والسلام فأتباعه هم المؤمنون برسالة الإسلام سواء كانوا مؤمنين قبل نزوله أو آمنوا بعد نزوله، فقد ثبت أن بعض الكفار يؤمنون به بعد نزوله، إذ إنه لن يقبل من أحد ديناً إلا الإسلام، ففي حديث أبي هريرة عند أبي داود بسند صحيح: فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام. قال النووي: لا يقبل من الكفار إلا الإسلام ومن بذل منهم الجزية لم يكف عنه بها بل لا يقبل إلا الإسلام أو القتل.

وقال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح: إن المسيح ينزل قبل يوم القيامة فيقتل مسيح الضلالة ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ولا يبقى دين إلا دين الإسلام ويؤمن به أهل الكتاب اليهود والنصارى، كما قال تعالى: وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا. والقول الصحيح الذي عليه الجمهور قبل موت المسيح. انتهى.وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8295، 74380، 10491.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني