الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا عبرة بكلام الأقران من أهل الفضل بعضهم في بعض بطعن أو همز

السؤال

ما رأيك عن قول ابن حجر الهيتمي عن ابن تيمية (وفي عقله شيء)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نطلع على هذا الكلام، ولو فرض ثبوته فإنه لا يقدح في شيخ الإسلام إذ أنه مجمع على إمامته، كما أنه يعتبر زلة من ابن حجرالهيتمي تغتفر في جانب فضله وعلمه، وقديماً قال أهل العلم: كلام الأقران من أهل الفضل بعضهم في بعض بطعن أو همز أو نحو ذلك لا يعتد به، قال القاسمي في قواعد التحديث: ثم رأيت التاج السبكي قال في طبقاته (الحذر كل الحذر أن تفهم أن قاعدتهم الجرح مقدم على التعديل إطلاقها؛ بل الصواب أن من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه وندر جارحوه وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره لم يلتفت إلى جرحه..

وقال أيضاً: قد عرفناك أن الجارح لا يقبل منه الجرح وإن فسره في حق من غلبت طاعته على معاصيه ومادحوه على ذاميه ومزكوه على جارحيه إذا كانت هناك قرينة يشهد العقل بأن مثله من تعصب مذهبي أو منافسة دنيوية؛ كما يكون بين النظراء وغير ذلك، وحينئذ فلا يلتفت لكلام الثوري وغيره في أبي حنيفة، وابن أبي ذئب وغيره في مالك، وابن معين في الشافعي، والنسائي في أحمد بن صالح ونحوه، ولو أطلقنا تقديم الجرح لما سلم لنا أحد من الأئمة إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون وهلك فيه هالكون. انتهى.

وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء هذا السؤال: يقول الناس: إن ابن تيمية ليس من أهل السنة والجماعة، وإنه ضال مضل، وعليه ابن حجر وغيره، هل قولهم صدق أم لا؟.

فأجابت: إن الشيخ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية إمام من أئمة أهل السنة والجماعة يدعو إلى الحق وإلى الطريق المستقيم، قد نصر الله به السنة وقمع به أهل البدعة والزيغ، ومن حكم عليه بغير ذلك فهو المبتدع الضال المضل (والمقصود إن كان من غير أهل العلم والفضل) قد عميت الأنباء فظنوا الحق باطلاً، والباطل حقاً، يعرف ذلك من أنار الله بصيرته وقرأ كتبه وكتب خصومه وقارن بين سيرته وسيرتهم وهذا خير شاهد وفاصل بين الفريقين. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني