الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تسمية المولود باسم ميكائيل

السؤال

ما حكم التسمية بأسماء مثل: ميكائيل, أو الأسماء غير العربية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيكره التسمي بميكائيل لأنه من أسماء الملائكة، وهذا على الصحيح من أقوال أهل العلم، وهو قول مالك، ورجحه ابن القيم، حيث قال في تحفة المودود: ومنها (أي الأسماء المكروهة) كأسماء الملائكة كجبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فإنه يكره تسمية الآدميين بها. قال أشهب: سئل مالك عن التسمي بجبريل فكره ذلك، ولم يعجبه.. اهـ.

وأما التسمي بالأسماء غير العربية فإن كانت مما يشترك فيه المسلمون وغيرهم مثل: عيسى وسليمان ونحو ذلك فلا يمنع من التسمي بها، أما إذا كانت مما يختص بالكافرين كبطرس وجورج ونحو ذلك فلا يجوز التسمي بها، قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة: وَالثَّانِي (وهو ما يختص به أهل الذمة من الأسماء): كَجِرْجِسْ وَبُطْرُسْ وَيُوحَنَّا وَمَتَّى وَنَحْوِهَا، فَلَا يُمْنَعُونَ مِنْهُ وَلَا يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَسَمُّوا بِذَلِكَ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمُشَابَهَةِ فِيمَا يُخْتَصُّونَ بِهِ. انتهى. وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: وقد عظمت الفتنة في زماننا فيلتقط اسم الكافر من أوربا وأمريكا وغيرهما، وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان، ومنها: بطرس، جرجس، جورج، ديانا، روز، سوزان، وغيرها مما سبقت الإشارة إليه، وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن فهو معصية كبيرة وإثم، وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان، وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها، وتغييرها شرط في التوبة منها. انتهى بتصرف يسير جدا من كتاب معجم المناهي اللفظية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني