الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم السكن مع الوالد الزاني

السؤال

أسكن مع أبي في منزل واحد لوحدنا وعمري 25 سنة ، ويريد أن يحضر بعض النساء للزنى ولا أستصيع أن أمنعه فماذا أفعل ، هل أتركه ليسكن لوحده مع أنه مريض ولا يستطيع البقاء لوحده حيث عمره تجاوز ال 55 سنة أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فيقول الله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ ‏اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ*وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا ‏تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ ‏بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [لقمان:14،15] وحق طاعة الأبوين وبرهما وصحبتهما بالمعروف لا ‏يسقط بالشرك، فضلاً عن أن يسقط بكبيرة دون الشرك، كالزنا وشرب الخمر.‏
ولكن الأمر الذي لا شك فيه عند المسلم هو أن طاعة الله الذي خلق ورزق ويحي ويميت ‏أعظم من كل شيء، فإذا جاء أمر الله بطل كل أمر لغيره.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" لا طاعة لمن لم يطع الله" رواه أحمد عن أنس.‏
فأحسن إلى أبيك دون أن تساكنه، لأن في مساكنتك له خطرا عظيما عليك في دينك، لأن ‏الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ومن رعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ‏وعليك أن تذكره بالله وسريع انتقامه. وإن علمت شخصاً يمكنه التأثير عليه فيمكنك ‏إبلاغه، ولا تيأس من نصحه بشتى الطرق والوسائل، واسع له في الزواج بامرأة ذات خلق ‏ودين تعفه وتعينه على الإقلاع عن ارتكاب الفاحشة.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني