الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قتل الوالد ولده لكثرة مشاكله ومعاصيه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيموبارك الله فيكم وفي ذريتكم على ما تقدمونه من خير وإن شاء الله يزرقكم الجنة ويجعلكم مع السفرة الكرام البررة آمين.. أما بعد:شخص له ابن كثير الفساد كثير الشجار وكثير المعاصي, كره من أعمال ومشاكل ابنه اليومية فاضطر لقتله فما حكمه هنا، فلا ننسى أنه حاول معه بكل الوسائل أن يرجعه للطريق الصواب، وثانياً: هو ابنه وهو من أنجبه ألا يحق له أن يقتله إن كان فيه مضرة وما نوع القتل هنا وما عقابه؟ وشكراً وربنا معكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فعله هذا الوالد بولده من أكبر الكبائر، قال الله تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا {النساء:93}، وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً.

قال ابن العربي: الفسحة في الدين سعة الأعمال الصالحة حتى إذا جاء القتل ضاقت لأنها لا تفي بوزره. انتهى.

وكون الولد كثير الشجار والمعاصي لا يسوغ بحال من الأحوال قتله وكيف يجرؤ والد على قتل ولده ثمرة فؤاده والبهائم العجم ترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه؟! ثم إن المطلوب من الوالد أو غيره هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أما العقوبة فيرجع فيها للجهات المختصة بذلك كالمحاكم الشرعية ومن بيده الأمر، ثم أي منطق هذا الذي يسوغ لوالد قتل ولده لكونه هو الذي أنجبه؟!

وأما عن حكم الوالد وما يترتب على هذه الجريمة البشعة فقد فصلناه في الفتوى رقم: 30793، والفتوى رقم: 56056، وقد بينا فيهما أن الأب إذا قتل ابنه متعمداً فإنه لا يقاد منه على الراجح من أقوال أهل العلم، وإنما تلزمه الدية مغلظة، واختلف في الكفارة فقيل بوجوبها وقيل باستحبابها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني