الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جاء يحمل المقطوعة فألصقها فلصقت

السؤال

هل صحيح أن سيدنا علي بن أبي طالب وهو أمير المؤمنين سمع عن رجل أقيمت فيه حد السرقة فقطعت يده فجاء وهو يحمل يده المقطوعة بيده الأخرى وهو يثني على سيدنا علي فقام سيدنا علي بتركيب يده المقطوعة وتفل عليها فرجعت كأنها لم تقطع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نعلم لذلك أصلا في كتب التاريخ المعتمدة، والظن أن ذلك من الأكاذيب التي لا أصل لها، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة مشابهة في يد قطعت جهادا في سبيل الله، فقد قطع أبو جهل يوم بدر يد معاذ بن عفراء فجاء يحمل يده فبقص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وألصقها فلصقت. رواه ابن وهب في ما ذكره القاضي عياض في الشفاء، ونقله عنه الصالحي في سبل الهدى والرشاد.

وروى أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة عن محارب بن دثار قال: أخبرني رجل منا قال: أسلمنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا شيخ لنا كان سيدنا، قال: فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ناس من أصحابه ونحن في أخبية لنا فجاوز غير بعيد ثم نزل ونزل أصحابه فأقبل كل رجل منهم على راحلته فوضع عنها، وأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته فوضع عنها ثم بعث راحلته برجله فقال: اللهم احمل وأنت الحامل، ومعنا غلام كسير قد انكسر يده بالأمس فجبرناها، فلما وضع الطعام مد الغلام يده اليسرى يتناول بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه، فكف. فقلنا: يا رسول الله؛ إن يده انكسرت أمس فجبرناها، فقال: تحول إلي فحول إليه، فحل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجبائر عنه ثم مسح يده فاستوت يده ثم قال: كل بيمينك فأكل بها، فلما طعم القوم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الجبائر فاعطاها الغلام فقال: اذهب بها لعل أهل البيت يحتاجون إليها. قال: فأدبر الغلام أخذها بيده اليمنى، فرآه الشيخ الذي أبى أن يسلم فقال: يا فلان ما أمرك؟ فقال: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم يدي فهي كما ترى. قال: فقام الشيخ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني