الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يتصدى لأهل الضلال إلا الراسخون في العلم

السؤال

لي قريب اطلع على الديانة الأحمدية واقتنع بها وآمن بنبيهم وصار يخبرنا عنها لنؤمن بها ولقد دخلت إلى موقعهم عبر الإنترنت ورأيت أنهم حولوا تفسير بعض الآيات والأحاديث لما يفيدهم ويثبت صحة آرائهم والمشكلة أن قريبي مقتنع بهم قناعة كاملة فما السبيل لنصحه، وكيف ذلك لـأنه مقتنع جدا بهم حتى أنه يقول لي حين أناقشه ولم أقتنع به يقول لي لا تهدي من أحببت إن الله يهدي من يشاء وكأنني أنا المخطئ فما الحل أرجو الإجابة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر أن السائل الكريم يعني بالأحمدية: القاديانية، وهذه من الفرق المارقة الكافرة، وقد سبق بيان أهم معتقداتها ومخازي مؤسسيها في الفتوى رقم: 5419.

وإن كان يريد بالأحمدية: الرفاعية، فقد سبق أيضا التعريف بهم وبيان عقائدهم والمآخذ عليهم، في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13402، 35433. فعليك ـ أخي الكريم ـ بتعلم ما يلزمك ويحصنك من أمر دينك مستبصرا بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكلام سلف هذه الأمة، وركز على معلوماتك المتعلقة بالعقيدة، ثم اطلع على ضلالات الفرقة التي تسأل عنها حتى تدعو قريبك بعلم وبصيرة، ويمكنك الحصول على المزيد من المعلومات من خلال محور العقيدة على الشبكة الإسلامية. فإنه لا يصح أن يتصدى لأهل الضلال والزيغ إلا من كان راسخاً في العلم، آمنا على نفسه من الفتنة، فإن كان هناك احتمال لحصول شيء من ذلك فالسلامة لا يعدلها شيء، ودرء المفاسد مقدم على جلب المنافع، وينبغي للسائل حينئذ أن يكتفي من الوسائل بما لا يعرضه للفتن كأن تهديه كتابا فيه بيان حقيقة ديانته تلك.

ثم ينبغي للسائل الكريم إن تصدى لدعوة قريبه هذا أن يعتني ببيان الدلائل على أن الدين عند الله هو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم خاتما الرسالات كما قال تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {الأحزاب: 40}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس نبي بعدي.

وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة، قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين. رواهما البخاري ومسلم. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون. رواه مسلم.

فمن ادعى النبوة فهو كافر مكذب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 9545.

وقد سبق بيان أنه لا تناقض في كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وبين نزول عيسى وخروج المهدي ، في الفتوى رقم: 73086، كما سبق بيان الدلائل والبراهين على صحة دين الإسلام في الفتويين: 20984، 54711. وما أحيل عليه فيهما.

ثم عليك أن تكثر من الدعاء له بالهداية والتوفيق. ولتتخير أفضل الأساليب لإقناعه ودعوته إلى الحق، وعليك بالتلطف معه والصبر عليه، ولا تتركه فريسة لأعداء الله يهلكونه ويفسدون عليه دينه. ولا تمل من دعوته ولا من الدعاء له، لعل الله أن ينجيه من هذا الضلال على يديك. فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها.

والله اعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني