الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعمال التي يحصل بها التحلل الأول

السؤال

متى يتم فك الإحرام علما بأننا سوف نرجع إلى المنزل بعد المبيت بمزدلفة وقبل رمي الجمرة ومنزلنا خارج حدود الحرم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحجُ له تحللان، تحللٌ أصغر وبه يحلُ للمحرم كلُ ما حرم عليه سوى النساء، وما يتعلق بهن من عقد نكاح وغيره، وتحللٌ أكبر وهو الذي يحلُ به للمحرم كلُ شيءٍ حتى النساء، واختلف فيما يحصلُ به التحلل الأول فقيلَ يحصل بنسكين من ثلاثة هي الرمي والحلق وطواف الإفاضة، مع السعي بين الصفا والمروة لمن كان عليه سعي بينهما، ويحصل التحلل الأكبر بفعل النسك الثالث وهو قول كثيرٍ من العلماء، وصح عن عمر رضي الله عنه القول به كما أخرجه مالكٌ في الموطأ.

قال النووي: ويحصل التحلل الأول باثنين من الثلاثة, فأي اثنين منها أتى بهما حصل التحلل الأول، سواء كان رمياً وحلقاً، أو رمياً وطوافاً, أو طوافاً وحلقاً، ويحصل التحلل الثاني بالعمل الباقي من الثلاثة. انتهى.

وقيلَ بل يحصل التحلل الأول برمي الجمرة والثاني بطواف الإفاضة، فإذا رمى الجمرة حل له كلُ شيءٍ ولو لم يحلق، إلا النساء والصيد فإنه ممنوع منهما حتى يطوف طواف الإفاضة إلا الطيب فقد كرهه مالك قبل الإفاضة.

وقد أخرج أبو داود في سننه وضعفه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رمى أحدكم الجمرة فقد حل له كل شيءٍ إلا النساء . ورواه النسائي وابن ماجه موقوفاً على ابن عباس ورواه أحمد مرفوعاً بسندٍ رجاله ثقات، والقول الأول أحوط لصحته عن عمر ولأن الأحاديث الدالة على القول الثاني لا تخلو من مقال.

فإذا رجعتم إلى منزلكم قبل فعل ما ذكر مما يُشترط في التحلل الأول فإنكم لا تستبيحون شيئاً مما يحرم على المحرم حتى تأتوا بما ذُكر مما بيناه، مع العلم أن المبيت بمنى واجب أيام الرمي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني