الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إصرار الفتاة على الزواج من شخص ومعارضة أهلها

السؤال

تقدم لخطبتي منذ 8 سنوات زميل لي على قدر عال من الأخلاق الكريمة والتدين وأهله أناس محترمون ويحبونني كثيرا لكن قوبل بالرفض من أهلي لأن أهله فلاحون ولأنني سأقيم في محافظة أخرى ولكن صلتي به كزميل أحترمه ويحترمني متواجدة طوال الأعوام الماضية من سؤال علي وعلى أهلي وعملي حيث إني أحتل وظيفة مرموقة والجميع يشهد بأخلاقي واجتهادي وكذلك سؤالي على أهله حتى عندما أقدم على الزواج من قريبته عندما علم بخطبتي وهنأته بالزواج وأرسلت هدية زواجه وفسخت خطبتي ومرت السنون نتحدث لبعض مرة كل شهر من خلال التليفون ويحكى عن عدم نجاح زواجه لأنها لا تحب أهله وتنفرهم جميعا وقد أنجب طفلين وقد طلقها مرتين وعند الثالثة ترجاه زوج أختها ألا يفعل لأنه لن يستقبلها عنده لأنها صعبة المراس ويكفي والدتها عنده وليس لها أقارب فهما أختان فقط وأهله يشتكونها لى ويتمنون لو أني كنت تزوجته إلى أن صارحوني بأنه يريد الزواج مني وعندما سألت هل أنا سبب في هدم بيته أقسم لي أنه: لا، فهي بالرغم أنها ابنة عمته فقد اكتسبت كراهية كل من حولها وأنه سيعلمها بزواجه منى لكن لا يستطيع تطليقها حيث لا مأوى لها إذا وافقت أنا وأهلي موافقة حتى عندي استعداد لتربية أطفاله فأهله لم يتغيروا تجاهي أبدا أهلي غير موافقين ردهم لم نرض به وهو عازب، نرضى به بظروفه تلك. وأنت تهدمين بيته. لو أصررت على موقفي بارتباطي به سيرضخون لذلك. فهل هذا يعد عقوقا لهم وسأأثم عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما كان منك من علاقة مع هذا الرجل أمر محرم لا يجوز، حتى ولو كان الأمر في حدود المكالمات الهاتفية فقط، ومع أن هذا الرجل قد أقسم لك أنك لم تكوني سببا في اضطراب بيته إلا أن علاقتك به قد يكون لها دور ولو غير مباشر فيما حدث، لأن الإنسان إذا يئس من الأمر وانقطع رجاؤه فيه، فعند ذلك سيقبل على شؤونه وأحواله بصبر وتريث. أما إذا كان قلبه وفكره مع امرأة أخرى فإن هذا سيشتت عليه تفكيره، ويزهده في زوجته، ويغريه ببغضها والنفور منها لأتفه الأسباب.

ولذا فعليك أن تتقي الله ربك، وأن تنصرفي فورا عن علاقتك بهذا الرجل، وتتركيه يقوم وحده بإدارة شؤون بيته وزوجته وأولاده دون تدخل منك لا في قليل ولا كثير، بل ولا في حدود الاستشارة. ولا ننصحك بالزواج منه في حال معارضة والديك لهذا الزواج؛ لأنه لا يخفى عليك أن طاعة الوالدين في المعروف واجبة.

ولكن إذا أراد هذا الرجل – مع ذلك – الزواج منك، وكان صاحب خلق ودين، فلا مانع حينئذ من الإصرار على الزواج به؛ لأن الشريعة الغراء قد كفلت للمرأة حق الزواج بمن تريد إذا كان كفؤا، ولا يعد هذا من عقوق الوالدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني