الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الجمع والقصر ممن أقام أكثر من أربعة أيام

السؤال

السوال هو كنت مسافرا خارج المملكة تقريبا أربعة عشر يوما، وكنت بعض الأحيان أجمع وأقصر الصلاة، ولكن كنت أتنقل في المناطق البعيدة عن العاصمة، بعضها أجلس فيها أربعة أيام وأحيانا أصلي الصلاة في وقتها. هل فعلي صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا في فتاوى كثيرة أن المسافر ليس له الترخص برخص السفر إذا أقام في البلد أكثر من أربعة أيام، وانظر الفتوى رقم: 7373ورقم: 20812، وعلى هذا فإن كنت قصرت الصلاة في بلدٍ أقمت فيه أكثر من أربعة أيام، فالواجب عليك إعادة هذه الصلوات التي صليتها مقصورة.

فاذا كان تنقلك خارج العاصمة بحيث تجلس في البلد الذي تنتقل إليه أكثر من أربعة أيام فليس لك حكم المسافر، وأما إذا كنت لا تقيم في هذه المناطق التي حول العاصمة هذه المدة فأنت مسافر يجوز لك الترخص برخص السفر.

وأما الجمع بين الصلاتين فهو رخصة في السفر عند الجمهور، وعليه فإن كنت جمعت في حال السفر، أي في المدة التي تُسمى فيها مسافراً وهي أربعة أيامٍ فأقل فلا حرج عليك، وإن كنتَ جمعتَ بين الصلاتين مع كونك مقيماً بإقامتك في البلد أكثر من أربعة أيام ، فإن كنت جمعت جمع تقديم، فالصلاة الثانية المجموعة مع ما قبلها ما زالت في ذمتك لم تبرأ منها، لأنك صليتها قبل وقتها، فلم تُجزئ عنك ويجب عليك إعادتها، وأما إن كنت جمعت جمع تأخيرٍ فصلاتك صحيحة، إلا إن كنت قصرت كما هو الظاهر، فالواجب عليك إعادة الصلاتين، لأن حكم السفر قد زال عنك بإقامتك المدة المذكورة.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني