الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الميسر بين الحرمة والكراهة

السؤال

تنتشر الألعاب على النت هذه الأيام بكثرة، وتوجد لعبة اسمها بوكر وهى تجسيد للعبة القمار الحقيقية ويلعبها البعض على أنها تسلية، ولا يتدخل فيها المال الحقيقي حيث إنها لا تلزمك على دفع النقود للعبها. فهل يعد لعب هذه اللعبة حرام ولماذا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه اللعبة المذكورة نوع من أنواع القمار، ولا يخفى على مسلم حرمة القمار وأنه من كبائر الذنوب، هذا إذا كان اللعب على عوض مهما كان ولو شيئا ضئيلا، كما سبق بيانه في الفتوى: 59616.

أما إذا خلت من العوض ـ كما ذكر السائل ـ فهي محل خلاف بين أهل العلم، فقد قسم عدد من الفقهاء الميسر إلى: ميسر لهو، وهو ما ليس فيه مال. وميسر قمار، وهو ما فيه مال. وممن اشتهر عنه هذا التقسيم من المتقدمين الإمام مالك، ومن المتأخرين ابن تيمية وابن القيم.

قال الإمام مالك: الميسر ميسران: ميسر اللهو فمنه النرد والشطرنج والملاهي كلها، وميسر القمار، وهو ما يتخاطر الناس عليه. وسئل القاسم بن محمد بن أبي بكر ما الميسر ؟ فقال: كل ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو ميسر. وقال ابن تيمية: إن مفسدة الميسر أعظم من مفسدة الربا لأنه يشتمل على مفسدتين: مفسدة أكل المال بالحرام، ومفسدة اللهو الحرام، إذ يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ويوقع في العداوة والبغضاء ، ولهذا حرم الميسر قبل تحريم الربا. اهـ من الموسوعة الفقهية.

وقد سبق أن رجحنا أن الورق التي يلعب بها إن اشتملت على محرم، كأن تكون على مال، أو كانت تصد عن ذكر الله أو الصلاة، أو توقع بين المسلمين العداوة والشحناء، أو كانت تلهي عن طاعة، فلا شك في حرمتها، وأما إن كانت لا تشتمل على ما سبق فيكره اللعب بها لعدم اشتمالها على فائدة مرجوة من ورائها. وما يقال في الورق يقال هنا في المسألة المسؤول عنها، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 1825 ، 4020 ، 38553 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني