الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المريض بين الجمع الصوري والجمع الحقيقي للصلوات

السؤال

أحيطكم علما بأنني معاق إثر حادث مفاجئ أصابني ببتر في رجلي من تحت الركبة وسط الساق، مع أن ذهابي إلى الوضوء يتعبني وخاصة الجلوس على الحمام.
فهل لي أن أجمع صلاة الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء. أفيدونا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لك العافية وأن ترزق الأجر على ما أصابك من مصاب، وقد بيّنّا الأحوال التي يجوز فيها الجمع عند الفقهاء في الفتوى رقم: 6846. ومن هذه الحالات المبيحة للجمع عند بعض أهل العلم المرض، وهذا مذهب الحنابلة، فقد جوزوا للمريض الذي يشق عليه تفريق الصلوات أن يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير، وقوى النووي من الشافعية هذا القول من حيث الدليل.

وعلى هذا المذهب فلا حرج عليك في أن تجمع بين الصلاتين ما دام تفريق الصلوات يشق عليك، والأولى أن تخرج من الخلاف فلا تجمع جمعا حقيقيا بين الصلاتين، فإن الجمهور يمنعون من ذلك، ويمكنك أن تجمع بين الصلاتين جمعا صوريا، فتصلي الأولى في آخر وقتها، والثانية في أول وقتها، فتكون صورة الصلاتين صورة الجمع، وكل صلاة قد فعلت في وقتها، وهذا هو ما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم المستحاضة إليه، فعن حمنة بنت جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها وكانت تستحاض: فإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر، ثم تغتسلي حين تطهرين، وتصلي الظهر والعصر جميعا، ثم تؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين، فافعلي. رواه الخمسة إلا النسائي، وصححه الترمذي، وحسنه البخاري.

وبهذا تندفع عنك المشقة، وتخرج من خلاف العلماء، والله يهدينا وإياك سواء السبيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني