الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب تسمية المدينة بـ (يثرب) ثم (المدينة) بعد الإسلام

السؤال

نعلم أن المدينة كان اسمها يثرب قبل الهجرة النبوية المباركة، فكيف ومتى ولماذا تم تغيير الاسم؟ ومن قام بذلك؟ هل هم أهل يثرب من الأنصار؟ أم هم المهاجرون؟ أم قرر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي واجتهاد منه؟ أم تم ذلك بناء على أمر إلهي مباشرعبر الوحي؟ وهل كان هناك بلدات أخرى تحمل هذا الاسم ـ المدينة ـ في ذلك الزمان أو قبله؟ أم إن يثرب كانت أول بلدة يطلق عليها هذا الاسم؟ ولماذا تم إطلاق هذا الاسم عليها فقط دون غيرها من الحواضر؟ وهو الاسم الذي صار فيما بعد صفة تطلق على كل بلدة عظيمة البنيان كثيرة السكان، فصرنا نقول: مدينة مكة، ومدينة الطائف، ومدينة الرياض إلخ، وبمعنى آخر، لماذا تكون مكة قرية في النص القرآني؟ في حين لم يطلق القرآن وصف قرية على بلد الهجرة وعاصمة دولة النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ـ يثرب سابقا؟ فقرية مكة تقابلها قرية المدينة، حسب فهمي لمعنى القرية في القرآن الكريم.
أفيدونا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المدينة كانت تسمى في الجاهلية بيثرب، وسبب ذلك أن أول من سكنها بعد التفرق يثرب بن قاينة أحد العمالقة، فلما نزل بها النبي صلى الله عليه وسلم سماها المدينة وطيبة وطابة كراهية للتثريب الذي هو التغيير أومن الثرب وهو الفساد، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد.

وراجع شروح الصحيحين وشرح الموطأ للزرقاني والتمهيد لابن عبد البر، ثم إن تسميتها بالمدينة ثبت في القرآن، كما في قوله تعالى: مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {التوبة:120}.

ولم نطلع على من ذكر أنه كانت هناك قرية تسمى بالمدينة في ذلك العصرعلى سبيل العلمية.

وقد ذكر أهل اللغة أن اللفظ قد يكون عاما فيما يدل عليه، ويصير علما على بعض أفراده بالغلبة، ومثلوا لذلك بالمدينة وبالبيت والكتاب يعنون مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، والبيت الحرام، وكتاب سيبويه، وراجع شروح ألفية ابن مالك عند قول الناظم:

وقد يصير علما بالغلبة * مضافا أو مصحوب أل كالعقبة

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني