الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سجود التلاوة سنة متبعة لا يستبدل بركوع ولا غيره

السؤال

في الجمعة الماضية ختمت القرآن ولله الحمد والمنة، ولاحظت أن الآيات التي توجد بها سجدة ليست كلها تأمر بسجود، ولكن البعض منها يأمر بركوع. سؤالي: هل أسجد عند قراءتي لآية يكون الأمر فيها بالركوع أو أركع ؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك ختم القرآن الكريم ولتبدأ بختمة أخرى فقد روى الحاكم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: الحال المرتحل، قال يا رسول الله وما الحال المرتحل؟ قال: صاحب القرآن يضرب من أوله حتى يبلغ آخره، ومن آخره حتى يبلغ أوله، كلما حل ارتحل. قال العلماء: الحال المرتحل: هو الذي يختم القرآن بتلاوته ثم يفتتح التلاوة من أوله. والحديث تكلم أهل العلم في سنده.

وبخصوص سجود التلاوة فقد بينا أنه يكون في خمسة عشر موضعا مبينة في المصحف الشريف وفي كتب الفقة على اختلاف في بعضها بين العلماء كما هو مبين في الفتوى: 24835 . كما بينا حكمه وأنه سنة في الفتويين: 53317، 17932.

وسجود التلاوة في المواضيع المذكورة سنة متبعة كما أشرنا، لا يجوز أن يستبدل بغيره من الركوع أو الجلوس أو غير ذلك من هيئات الصلاة.. ولو ورد بذكر الركوع فيه كما في قوله تعالى حكاية عن داود عليه السلام: وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ. {ص: 24}. في سورة ص، فقد رواه الإمام في المسند وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في ص. قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري. وفي رواية لغيره وقال: سجدها داود توبة ونسجدها شكرا، ثم قال: أمرني الله أن أقتدي بالأنبياء، ثم قرأ: أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ {الأنعام: 90}. ونحن أمرنا الله تعالى أن نقتدي بنبينا صلى الله عليه وسلم فنسجد كما سجد...

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني