الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

1- ارتكاب كبيرة من الكبائر مثل الزنا أو شرب الخمر في نهار رمضان يفسد الصوم. فما قولكم فيمن يرتكب كبيرة مثل الربا وحلق اللحية في نهار رمضان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الربا من أكبر الكبائر وأبشع الجرائم في كل وقت، وفي كل زمان، وحلق اللحية أيضا من المحرمات، ولا شك أن ارتكاب المعاصي جميعاً -صغيرة كانت أو كبيرة- مناف ومناقض للصوم، فالله تبارك وتعالى ذكر أن الحكمة من الصوم وفرضه هي التقوى، فقال عز من قائل: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) [البقرة: 183] فالصوم الكامل لا يتحقق إلا لمن اتقى الله تعالى، وامتثل أوامره واجتنب نواهيه، أما الذي يرابي في رمضان، أو يرتكب فيه أي معصية مثل حلق اللحية أو الكذب أو نحو ذلك، فإن صيامه ناقص، بل قد يكون حظه منه الجوع والعطش فقط. روى أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش"رواه أحمد وغيره، ومع هذا فصيامه صحيح لا يطلب منه قضاؤه، وراجع الفتوى رقم:
2265
ففيها مزيد بيان.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني