الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العصبية في اللغة وكيف يكون التعصب للإسلام

السؤال

ما مفهوم العصبية؟ و هل العصبية لبلد الانسان أو المدينة التي جاء منها أو يسكن فيها مذمومة، و هل هي المقصودة بقول الرسول صلى الله عليه و سلم "دعوها فهي منتنة"؟ و إن كان لابد من عصبية للانسان فلمن تكون؟ وهل معنى العصبية اللغوي جاء من العصبة التي يعصب بها الإنسان عينيه فلا يرى شيئا، و كيف يكون الإنسان متعصبا للاسلام؟
و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق لنا بيان ما يسأل عنه الأخ السائل في الفتوى رقم: 118325. ويمكن لمزيد الفائدة الاطلاع على الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 114434، 27966، 35576، 50056، 116106.

وأما المعنى اللغوي للعصبية، ففي (لسان العرب): العصبية: أن يدعو الرجل إلى نصرة عصبته والتألب معهم على من يناوئهم، ظالمين كانوا أو مظلومين. وقد تعصبوا عليهم إذا تجمعوا، فإذا تجمعوا على فريق آخر قيل: تعصبوا. وفي الحديث: العصبي من يعين قومه على الظلم. والعصبي هو الذي يغضب لعصبته ويحامي عنهم. و العصبة: الأقارب من جهة الأب لأنهم يعصبونه ويعتصب بهم، أي يحيطون به ويشتد بهم. وفي الحديث: ليس منا من دعا إلى عصبية أو قاتل عصبية. العصبية والتعصب: المحاماة والمدافعة. وتعصبنا له ومعه: نصرناه. وعصبة الرجل: قومه الذين يتعصبون له. اهـ.

وأما كيف يكون الإنسان متعصبا للإسلام؟ فهذا يكون بالتمسك بأوثق عرى الأيمان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله عز وجل. رواه الطبراني وصححه الألباني. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان. رواه أبو داود، وصححه الألباني. وعن البراء بن عازب، قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي عرى الإسلام أوسط؟ قالوا: الصلاة. قال: حسنة وما هي بها، قالوا: الزكاة، قال: حسنة وما هي بها. قالوا: صيام رمضان. قال: حسن وما هو به. قالوا: الحج، قال: حسن وما هو به. قالوا: الجهاد. قال: حسن وما هو به، قال: إن أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله. رواه أحمد، وحسنه الألباني بطرقه. وهذه هي عقيدة الولاء والبراء، التي سبق لنا بيان المقصود بها في الفتوى رقم: 32852. فبقدر قوة الإيمان في القلب يتمحض حب العبد لله تعالى، فيحب ما يحبه الله ويبغض ما يبغضه الله، وهذا هو منشأ العصبية المحمودة للإسلام الذي هو دين الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني