الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استعمال أدوات جهة العمل لمصلحة شرعية أو شخصية للعاملين بها أو غيرهم

السؤال

أنا موظفة ومسؤولة مصلحة بالجامعة، عندي طابعة في مكتبي وهي الوحيدة في مصلحتنا، يطلب مني العمال الذين يعملون معي هذه الطابعة مع مجموعة من الأوراق لطبع بعض المواضيع لبعض الطلبة من معارفهم. فهل يجوز هذا بحكم أن الطالب تابع للجامعة ولديه حق في هذا؟
كما يطلب مني بعض الأساتذة طبع سلاسل أو مواضيع لا تتعدى 10 أوراق، وأحيانا أطبع للطلبة أقاربي بهذه الطابعة مع الأوراق التابعة للمصلحة، وأحيانا كنت أطبع مواضيع خارجة عن العمل مثلا كأحكام القرآن أو أمور دينية. أطلب منكم حكم كل حالة وكيف يمكن لي أن أكفر عن هذا لأنه في الأول كنت أستند على أن الطلبة والأساتذة من الجامعة ولهم حق معي وأنا أفعل هذا لوجه الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمعروف أن الطابعة في مثل هذا المكان موضوعة لمصلحة العمل لا لمثل الحالات التي ذكرتها، وعليه فلا يجوز لك أن تطبعي أي ورقة لا تتعلق بمصالح العمل، سواء أكان ذلك لنفسك أو لغيرك، وسواء كان ذلك أمور دينية أو غيرها، لأنه من الاعتداء على الأمانة وخيانتها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ. {لأنفال:27}. ولمزيد من الفائدة انظري الفتويين: 20058، 11360.

لكن إن أذنت الجامعة أو المصلحة التي تعملين بها في طباعة أوراق الطلاب والعمال أو أقاربهم فلا حرج عليك فيما تفعلينه من ذلك، كما لو جرى عرف العمل به دون نكير فيعتبر ذلك إذنا ضمنيا، إذ المعروف عرفا كالمشروط شرطا، كما هو مقرر في أصول الفقه، وللمزيد انظري الفتاوى: 4140، 41556، 26746.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني