الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شروط قبول التوبة من تصديق السحرة والعرافين

السؤال

علماءنا الكرام زادكم الله علما ونوراً. والدي ملتزم من فترة طويلة، ولكن للأسف كان يذهب إلى العرافين ويشاهد قنوات تبث أعمال السحر والدجل ويصدق ما يقولون، وحذرناه كثيراً بأن هذا كفر وشرك بالله، كان يستهزئ ويسخر منا، وعندما شاهد حلقة خاصه للشيخ نبيل العوضي عن السحر والشعوذة اقتنع بأن هذا شرك وكفر وحرام، وهو الآن يريد أن يتوب من جديد، ويسأل فضيلتكم ماذا عليه أن يفعل لكي تقبل توبته، والآن ظهر عليه مرض يدعى (وذمة وعائية) وعجز عنه الأطباء، أفيدوني وانصحوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئاً لكم ولأبيكم بنعمة الهداية، ثم ليعلم أن الله جل وعلا يتفضل بقبول التوبة عن عباده من جميع الذنوب مهما عظمت، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر:53}، ولكي تكون توبة أبيكم مقبولة لا بد أن يتحقق فيها الآتي:

* الإخلاص فيها لله.

* الندم على ما فعل.

* الإقلاع عنه.

* العزم على عدم العودة إليه.

فإذا تحققت تلك الشروط فتوبته مقبولة إن شاء الله، وعليه أن يبادر بها، قال عليه الصلاة والسلام: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي وابن ماجه. (الغرغرة: بلوغ الروح الحلقوم والمراد: تيقن الموت).

ونسأل الله تعالى أن يعافي والدكم من مرضه، ويمكنكم مواصلة البحث عن علاج له عند أطباء أكثر دراية، يقول صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله داء إلا قد أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله. رواه أحمد وصححه الألباني.

ونسأل الله تعالى أن يجعل ما أصابه تكفيراً لما سلف من ذنوبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني