الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي لفضيلتكم: في بلادنا الراحة الأسبوعية يوم الأحد، ففي وقت الراحة بعد الدوام الأول أستغل هذا الوقت لأصلي الجمعة ففي آخر مرة تحدث الإمام في موضوع العقيدة فمن ضمن ما قال أن العقيدة الأشعرية عقيدتنا وعقيدة أبائنا وأجدادنا وأثنى على قصيدة البردة، والأدهى أنه قال يجوز أن تقول للإنسان فرج علي كربتيوأن الاحتفال بالمولد ليس ببدعة، وقال إذا ذهبتم إلى مصر فزوروا قبر فلان وعندما سئُل عن الصوفية الذين يتحلقون ويقولون أه أه قال إنه بإمكنك الجلوس معهم ومصاحبتهم. الشاهد فضيلتكم نرجو الإفادة هل يجوز الصلاة خلف هذا الإمام، وهل أعيد الصلوات في حال أنه لا يجوز؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد جمع هذا الإمام بين عدة بدع وأمور محدثة، فأما الأشاعرة فمذهبهم وإن كان أقرب من غيرهم للسنة، إلا أنهم خالفوا أهل السنة في مسائل ليست بالهينة، وراجع تفصيل ذلك في الفتويين: 117496، 10400.

وأما قصيدة البردة فقد سبق لنا بيان أنها تشتمل على أمور مناقضة للتوحيد، فراجع فيه الفتوى رقم: 5211، وأما الاحتفال بالمولد النبوي فقد سبق أن بينا بدعيته في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 1563، 1888، 6064، 71677.

وأما ذكر الله بطريقة الصوفية المذكورة في السؤال فهو من المنكرات، فإن ذكر الله بالاسم المفرد لا يشرع، فما بالك بهذه الطريقة، وراجع فيه الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 56875، 6604، 26814.

وقد سبق لنا بيان حقيقة التصوف وتعريفه ونشأته وحكم الانتماء إلى الفرق الصوفية، في الفتويين: 29243، 108534.

وأما مخاطبة واحد من البشر بقول (فرج علي كربتي) فإن كان حياً وقادراً على ما طلب منه فلا بأس بذلك، وإما إن كان ميتاً أو حياً ولا يقدر على ما طلب منه، كطلب الولد مثلاً فهذا من المنكرات العظام، وراجع تفصيل ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 71750، 31022، 3779.

وأما زيارة قبور الأولياء فإن كانت لأجل دعائهم والاستعانة بهم في قضاء الحوائج فهي من الشرك الأكبر والعياذ بالله، وراجع تفصيل ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 4973، 124382، 126238.

وأما الصلاة خلف هذا الإمام فاعلم رحمك الله أن المسلم ينبغي أن يبحث عن إمام من أهل السنة والصلاح، ويزداد بالصلاة خلفه خشوعاً وإخباتاً، وأما المبتدع والفاجر فلا ينبغي أن يرتب إماماً للمسلمين في صلاتهم، فالإمامة يقدم فيها الأفضل فالأفضل.. وبالنسبة لصلاة الجماعة خلف أهل البدع، فقد اختلف أهل العلم فمذهب المالكية أنه يعيد الصلاة في الوقت، ومذهب الحنابلة أن من صلى خلف من يعلن ببدعته أو يسكر أعاد، كما سبق في الفتويين: 22809، 24730.

وهذا في البدعة غير المكفرة، أما البدع المكفرة كمن يستغيث أو يدعو أو يذبح لغير الله أو يعتقد أن الأولياء يعلمون الغيب ويجبون الدعاء ويقضون الحاجات فمثل هذا لا تصح الصلاة خلفه، ولا تصح إمامته، كما سبق بيان ذلك في الفتويين: 4159، 35398.

وراجع للمزيد من الفائدة عن ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 24730، 6742، 36504.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني