الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إنجاء فرعون ببدنه هل له علاقة بالتحنيط

السؤال

قال تعالى مخاطباً فرعون: فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية. هل لهذه الآية أثر في علم التحنيط الذي ظهر لدى الفراعنة واندثر باندثارهم، بمعنى هل هي معجزة إلهية ولا علاقة لعلم التحنيط بالأمر أم أن هناك علم تحنيط لدى الفراعنة ونتيجة لكتمانهم مات معهم ولم ينتقل إلى الأمم والحضارات الأخرى؟ وشكراً لتفضلكم بالإجابة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المعروف عند أهل العلم أن الله تعالى أبرز جثة فرعون لموسى ليتحقق بنو إسرائيل من موت هذا الظالم الكافر، وكان ذلك من معجزات الله التي أظهرها تصديقاً لرسالة موسى.

فقد قال ابن كثير في التفسير: قال ابن عباس وغيره من السلف: إن بعض بني إسرائيل شكوا في موت فرعون، فأمر الله تعالى البحر أن يلقيه بجسده سويا بلا روح وعليه درعه المعروفة على نجوة من الأرض (وهو المكان المرتفع) ليتحققوا من موته وهلاكه. انتهى.

وقال الألوسي: والمراد اليوم نخرجك مما وقع فيه قومك من قعر البحر ونجعلك طافياً ملابساً ببدنك عاريا عن الروح.

وقال البغوي في تفسيره: لما أخبر موسى قومه بهلاك فرعون وقومه قالت بنو إسرائيل ما مات فرعون فأمر الله البحر فألقى فرعون على الساحل أحمر قصيراً كأنه ثور، فرآه بنو إسرائيل فمن ذلك الوقت لا يقبل الماء ميتاً فذلك قوله: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ. انتهى.

فإخراج الله تعالى لجيفة فرعون وإظهاره لقوم موسى لا علاقة له بالتحنيط، وأما إذا كان الهالك قد أخذ جيفته بعض الناس وحنطوه فهذا مما لا يوجد عندنا دليل يثبته، وبعض المحققين من العلماء يشككون في ثبوت كون الجثة الموجودة الآن في الآثار المصرية هي جثة فرعون موسى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني