الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الإفرازات المهبلية إذا كانت تخرج من المرأة بكثرة

السؤال

أنا حامل في الشهر السادس، وعندي إفرازات مهبلية كثيرة، وكانت عندي أيضا قبل الحمل، ولكن بعد الحمل أصبحت أكثر ولم تصبح شفافة، وآخذ لها علاجا، ولكن لا تقل ولكنها تصبح شفافة وأقل نسبيا.
أود أن أسأل عن حكم الوضوء والصلاة علما بأني أعيش في مكة، وعندما أذهب إلى الحرم تكون هذه مشكلتي لأني أتوضأ عند كل صلاة، ولا أعرف إذا كان من اللازم تغيير الملابس الداخلية أم لا بعد هذه الإفرازات، وأيضا ما حكم صلاتي إذا توضأت قبل الصلاة مثلا بنصف ساعة ونزلت هذه الإفرازات وصليت هل هي صحيحة أم لا؟ مع العلم أني لا أفرق بين الإفرازات المهبلية أم إذا كانت تخرج من فتحه البول أعزكم الله، أرجو الإجابة بالتفصيل لأنه موضوع يؤزمني نفسيا، وأحس دائما أن صلاتي غير مقبولة؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد استوفينا القول في حكم هذه الإفرازات الخارجة من فرج المرأة، والمعروفة عند العلماء برطوبات الفرج في فتاوى كثيرة، وبينا أن الراجح عندنا أنها طاهرة فلا يجب الاستنجاء منها ولا تطهير ما يصيب الثياب أو البدن، ولكنها ناقضة للوضوء في قول الجمهور خلافاً لابن حزم ومن وافقه، فمن كانت مبتلاة بدوام خروج هذه الإفرازات بحيث كانت لا تنقطع زمناً يكفي للطهارة والصلاة، فإنها تفعل ما يفعله صاحب السلس من الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلي بوضوئها ذاك الفرض وما شاءت من النوافل، ولا يجزئها الوضوء قبل ذلك. فإن توضأت قبل دخول الوقت ثم خرج منها شيء من هذه الإفرازات فصلت دون أن تعيد الوضوء فصلاتها باطلة عند الجمهور خلافاً لمالك رحمه الله الذي يرى أن من حدثه دائم يستحب له الوضوء لكل صلاة ولا يجب، وإذا علمت أن هذه الإفرازات خارجة من مخرج البول فيحكم بنجاستها، وإذا لم تتيقنى ذلك فيكون لها حكم الطهارة، فالأصل أنها خارجة من مخرج الولد، هذا خلاصة ما سبق لنا بيانه في فتاوى كثيرة سابقة، وللمزيد من التفصيل حول ما ذكرناه لك من الأحكام راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 110928، 111103، 125169.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني