الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة حسب تقويم أم القرى

السؤال

نعيش في كندا، وبالتحديد: في مدينة تندرباي، وتواجهنا في مثل هذه الأيام ـ وبالتحديد: في فصل الصيف ـ مشكلة تأخر دخول العشاء ـ وفي كل عام تثار ضجة بين المصلين فيما يفعلون، فالبعض يصلي العشاء بعد 90دقيقة من دخول المغرب ـ حسب فتوى شيخ من الباكستان ـ أي عند الساعة 11:35 ـ والبعض الآخر يصلي العشاء بعد 90 دقيقة من دخول المغرب مستندا على تقويم مواقيت الصلاة بأم القرى الذي يصلى فيه العشاء بعد 90 دقيقة على الدوام ـ أي عند الساعة 11:35ـ والبعض الآخر يصليه حسب تقويم مواقيت الصلاة بأمريكا الشمالية ـ أي حوالي الساعة 11:55. بمعنى آخر: هل يمكننا اتباع مواقيت الصلاة حسب تقويم أم القرى الذي تكون به صلاة العشاء دائما بعد 90 دقيقة من دخول وقت المغرب؟ أم علينا اتباع مواقيت الصلاة حسب تقويم مواقيت الصلاة بأمريكا الشمالية ـ أي بعد 110 دقيقة تقريبا من دخول وقت المغرب؟ وهل يمكن الخلط بين التقويمين كصلاة العشاء بأم القرى والفجر بأمريكا الشمالية أم لا؟.نحن نعتمد في تقاويم الصلاة على الموقع التالي: إسلامك فايندر ـ والذي يوفر جميع التقاويم، وطرق الحساب المعروفة، بالإضافة إلى إمكانية التعديل الشخصي.
ونظراً لأننا لم نجد في الإنترنت ولا غيره بحثاً مؤصَّلاً في هذه المسألة ولا فتوى واضحة: فإننا ـ يا فضيلة الشيخ ـ ننتظر منكم الجواب الشافي، الذي نسأل الله أن يوحد به القلوب، ويجمعها على الحق، في هذه المسألة.
فأنا حاليا أصلي العشاء في المنزل حسب مواقيت الصلاة بأمريكا الشمالية، لأنهم بالمسجد يصلون الجماعة بعد ساعة ونصف من المغرب في أشهر الصيف فقط.
وجزاكم الله خيراً.علما بأنني قرأت العديد من الفتاوى ولم أجد الإجابة الشافية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في معرفة وقت الصلاة أنه يكون بناء على العلامات التي نصبها الشارع دليلا عليها، ووقت العشاء يدخل بسقوط الشفق الأحمر، فإذا أمكنكم معرفة دخول وقت العشاء بهذه العلامة فإنكم تصلون في الوقت الذي تدخل به الصلاة، وإذا تعذر ذلك فلا حرج عليكم في تقليد أحد هذه التقاويم المعتمدة إذا كان ما فيها من وقت هو وقت للبلد الذي أنتم فيه، وكان واضعوها من المعروفين بالعلم والأمانة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 109539.

وتقويم أم القرى قد شهد له العلماء بالضبط والموافقة للمواقيت والدقة في ذلك، فلا نرى مانعا من الاعتماد عليه في دخول وقت العشاء، قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في خطبة جمعة له: قد وثق علماء الأمة هذا التوقيت، وجرب وطبق وثبت أنه طبقا للتوقيت الشرعي، وأن فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ أصدر بيانا في عام: 1418هجرية، وثق فيه توقيت أم القرى. انتهى.

وقال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله: والذي نراه أن التقويم الذي بين أيدي الناس الآن فيه تقديم خمس دقائق في الفجر خاصة. انتهى.

وهو يدل على أن وقت العشاء ليس فيه تقديم في هذا التقويم.

وعليه، فإذا كان في هذه المواقيت الموثقة ما يبين وقت الصلاة في بلدكم فصل مع المسلمين في المسجد موافقة لهذا التقويم ولا حرج في ذلك ـ إن شاء الله.

أما أن تجعلوا بين المغرب والعشاء في بلدكم نفس المقدار الذي بين المغرب والعشاء في مكة: فليس ذلك بصحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني