الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يجب على من أخر قضاء رمضان بغير عذر عند الشافعية

السؤال

هل حكم من أفطر في رمضان بعد أن مرت عليه عدة سنوات لم يقض بدون عذر أنه لا قضاء عليه، وعليه الفدية ـ فقط ـ عند السادة الشافعية؟ وهل الفدية التي يخرجها تصح تسميتها كفارة؟ أم أن الكفارة تكون لرفع الإثم الذي هو أثر المعصية، ولا معصية على المريض، أو العاجز؟ أعني: هل هناك فرق بين الفدية والكفارة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالشافعية كغيرهم من العلماء لا يسقط تأخير القضاء بغير عذر وجوبه عندهم، إذ هو دين مستقر في الذمة، فلا يبرأ المسلم إلا بفعله، ولكنهم يوجبون على من أخر القضاء بغير عذر حتى دخل رمضان التالي أن يطعم مسكيناً عن كل يوم أخر قضاءه مدا من طعام، والأصح عندهم أن الفدية تتكرر بتكرر السنين، قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح المهذب: فلو أخر القضاء إلى رمضان آخر بلا عذر أثم، ولزمه صوم رمضان الحاضر ويلزمه بعد ذلك قضاء رمضان الفائت، ويلزمه بمجرد دخول رمضان الثاني عن كل يوم من الفائت مد من طعام مع القضاء لما ذكره المصنف، نص عليه الشافعي واتفق عليه الأصحاب إلا المزني فقال: لا تجب الفدية، والمذهب الأول ولو أخره حتى مضى رمضانان فصاعدا، فهل يتكرر المد عن كل يوم بتكرر السنين؟ أم يكفي مد عن كل السنين؟ فيه وجهان مشهوران ذكرهما المصنف بدليلهما، أصحهما: يتكرر، صححه إمام الحرمين وغيره وقطع به القاضي أبو الطيب في كتابه المجرد، وخالفهم صاحب الحاوي، فقال: الأصح أنه يكفي مد واحد لجميع السنين والأول أصح.

انتهى.

وأما الفرق بين الكفارة والفدية: فهو موضح في الفتوى رقم: 40880، فانظرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني