الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب المرأة الطلاق لإساءة أهل زوجها إليها

السؤال

أود من فضيلتكم أن تفتوني بما يرضاه الله لعباده، والله لا يرضى الذل لعباده.
أنا متزوجة من رجل يكبرني بستة عشر سنة ما يقرب 4 سنوات، ولي منه طفل يبلغ سنة وشهرين، أعيش مأساة منذ زواجي منه، عشت مع أهله قبل أن ألتحق به إلى أمريكا حياة ذليلة، وعندما التحقت به عشت معه ومع أخته قبل زواجها، وهي تبلغ من العمر ستة وأربعين حياة، أقسم بالله كدت أجن، تعاملني وكأنني نفاية وبلا إحساس رغم أني والحمد لله جميلة وشابة ومتدينة وابنة عائلة.
وزوجي لا يعرف شيئا اسمه عدل، فأهله مهما أساءوا فهم عنده أهل إحسان، وأنا بنظره دمي صهيوني والله يعلم كرهي للصهاينة، كبرت المشاكل بسبب أهله وتضييع المال عليهم طبعا هو يصرف علي أنا وابنه، ولكننا لم نعد نحترم بعضنا، قليلا ما يجمعنا فراش، هو ينام في غرفة، وأنا في غرفة. هو الآن أجريت له عملية للمعدة، وأصبح ينام مع أمه بحجة أن الولد يزعجه، وأمه تقفل الباب في وجهي، وأنا أحس وكأنني سأنفجر، وأنا لا أكذب إن قلت مات إحساسي تجاهه، وأنا أكرههم جميعا لأنهم أبكوني كثيرا، وكل هذا ليس في علم أهلي. وجزاكم الله خيرا، هل الحل هو الطلاق؟ أريحوني أراحكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المرأة إذا كانت متضررة من بقائها مع زوجها كان لها الحق في طلب الطلاق كما بينا بالفتوى رقم: 37112.

ولكن قد لا تكون المصلحة دائما في الطلاق، ومن هنا فإننا نوصيك بالصبر والتفاهم مع زوجك لمعرفة أسباب هذه المشاكل والسبيل إلى الإصلاح.

وقد يكون من أكبر أسباب هذه المشاكل سكنك مع أهل زوجك في بيت واحد، والزوجة لا يلزمها شرعا السكن مع أقارب الزوج، بل من حقها الحصول على مسكن مستقل، وتراجع الفتوى رقم: 38616، والفتوى رقم: 52604.

ويجب على زوجك معاشرتك بالمعروف، وأن يدفع عنك أذى أهله، ويعمل كل ما من شأنه أن يدفع عنك أذاهم.

وأما نوم الزوج في غرفة أخرى غير غرفة زوجته فلا حرج فيه، وخاصة إن كان له عذر في ذلك، بشرط أن لا يفرط في حق زوجته في المعاشرة ونحوها. وإن لم يكن له عذر فالأولى أن ينام معها في غرفة واحدة، لأن هذا مما تحسن به العشرة وتقوى به المودة. وانظري الفتوى رقم: 131777.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني