الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسمية المولود باسم الأب ومعارضة الزوجة لذلك

السؤال

توفي أبي منذ قرابة سنة، هل يجوز أن أسمي أحد أولادي باسم أبي، هل هذا محبوب أم مذموم؟ وهل فعله الصالحون، إن كان يجوز فهل يليق بالزوجة أن تعارض هذا، الرجاء الدعاء لي ولزوجتي أن يرزقنا الله الذرية الصالحة المعافاة من كل سوء؟ شكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لأبيك، وفيما سألت عنه فإنه يشرع لك أن تسمي ولدك باسم أبيك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث سمي ولده باسم أبيه إبراهيم، ففي صحيح مسلم وغيره عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم.

فهذه التسمية ممدوحة وقد فعلها من السلف الصالح الحسين بن علي رضي الله عنهما حيث سمى ولده علياً (زين العابدين) باسم أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتسمية المولود حق لك، ولا يحق لزوجتك الاعتراض عليها.

جاء في تحفة المودود في أحكام المولود لابن القيم: الفصل الخامس في أن التسمية حق للأب لا للأم، هذا مما لا نزاع فيه بين الناس، وأن الأبوين إذا تنازعا في تسمية الولد فهي للأب، والأحاديث المتقدمة كلها تدل على هذا. انتهى.

وفي الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين: وأحياناً يتعارض قول الأم مع قول الأب في التسمية، فالمرجع إلى قول الأب، لكن إن أمكن أن يجمع بين القولين باختيار اسم ثالث يتفق عليه الطرفان فهو أحسن، لأنه كلما حصل الاتفاق فهو أحسن وأطيب للقلب. انتهى.

نسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة مع الاستقامة والتوفيق لما يحبه ويرضاه، وأن يجنبك كل مكروه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني