الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

اقترضت من الحكومة الكندية قرضا لتكملة دراستي؛ إذ إن هذا جزء من أساليب مساعدة الطلاب هناك. أنهيت دراستي ولا يمكنني رد الدين الآن، وبدأ البنك بفرض نسبة زيادة على الدين. ولا يمكنني رد كل المبلغ حاليا، ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك هو رد أصل القرض، والمبادرة إلى ذلك ما استطعت إليه سبيلا ، وأما الفوائد الربوية فلا يلزمك أداؤها، ولك أن تتهرب من ذلك، وتسعى إلى تفاديه ما أمكنك ذلك، وينبغي أن تبين لجهة القرض ظروفك لعلها تسامحك أو تنظرك.

وما ذكرته هو من تبعات الربا وشؤم المعصية، فتب إلى الله تعالى من إقدامك على أخذ ذلك القرض الربوي، وعاهده على عدم العودة إلى ذلك، واطرح بين يديه فإنه تعالى لا يخيب من سأله ولا يرد من دعاه. روى أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة؛ ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همي، وقضى عني ديني.

وروى الترمذي وحسنه، عن أبي وائل عن علي رضي الله عنه: أن مكاتبا جاءه فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني. قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل صبر دينا أداه الله عنك؟ قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني