الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحديد من هم تحت رعاية الشخص وولايته

السؤال

من هم الذين يكونون بذمة الشخص وأمانته، أي من الناس يكون في ذمة الرجل وأمانته؟ وجزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعل السائل الكريم يقصد بقوله: (في ذمة الرجل وأمانته)، من هم في رعايته وولايته. فإن كان الأمر كذلك فهؤلاء هم الأزواج والأولاد ومن تحت يد المسلم وفي رعايته -رجلاً كان أو امرأة- ومن له عليه ولاية، وهؤلاء هم الذين أمرنا الله تعالى أن نقيهم من النار بعد أنفسنا.

جاء في تفسير القرطبي عند قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}: قال الضحاك: معناه قوا أنفسكم، وأهلوكم فليقوا أنفسهم ناراً. وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: قوا أنفسكم وأمروا أهليكم بالذكر والدعاء حتى يقيهم الله بكم. وقال علي رضي الله عنه وقتادة ومجاهد: قوا أنفسكم بأفعالكم وقوا أهليكم بوصيتكم.. فعلى الرجل أن يصلح نفسه بالطاعة، ويصلح أهله إصلاح الراعي للرعية.

وقال في موضع آخر: وقال مقاتل: ذلك حق عليه في نفسه وولده وأهله وعبيده وإمائه.

ويدخل في هؤلاء: رعية من ولي شيئاً من أمر المسلمين من رئيس أو مدير أو أي مسؤول لمن ولي عليهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته. متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه البخاري ومسلم، وفي رواية: ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني