الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية معرفة الظل غير المعتبر في وقت الظهر

السؤال

جاء في الحديث أن وقت العصر حين يصير ظل كل شيء مثله، ثم قرأت في تفسيره أول وقت الظهر أخذ الشمس في الزوال والميل؛ فلا يحل ابتداء الظهر قبل ذلك أصلا، ولا يجزئ بذلك، ثم يتمادى وقتها إلى أن يكون ظل كل شيء مثله؛ لا يعد في ذلك الظل الذي كان له في أول زوال الشمس؛ ولكن ما زاد على ذلك فما هو الدليل على أنه لا يحتسب الظل الذي كان وقت دخول الظهر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من المتفق عليه بين أهل العلم أن وقت الظهر يبدأ بزوال الشمس عن كبد السماء، بل حكى بعضهم الإجماع على ذلك.

قال النووي في المجموع: فأجمعت الأمة على أن أول وقت الظهر زوال الشمس. نقل الإجماع فيه خلائق. انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر عند كلامه على ما في البخاري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر. قال : قوله خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فإنه يقتضى أن زوال الشمس أول وقت الظهر إذ لم ينقل أنه صلى قبله وهذا هو الذي استقر عليه الإجماع. انتهى

وإذا علم أنه لا خلاف في أن وقت الظهر يبدأ بزوال الشمس، فإن من المعلوم أن الظل يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، فيختفي عند الظهيرة في بعض الأشهر في بعض البلاد بحيث لا يرى القائم ظلا لا من جهة المشرق ولا من جهة المغرب، وهذا لا إشكال فيه حيث يبدأ الوقت عند بروز الظل إلى جهة طلوع الشمس. أما في الأزمنة أو الأمكنة التي يستمر فيها الظل موجودا في وقت الزوال فقد بين أهل العلم طريقة معرفة ظل الزوال الذي لا يعتبر في وقت الظهر.

قال النووي رحمه الله تعالى: قال أصحابنا رحمهم الله: الزوال هو ميل الشمس عن كبد السماء بعد انتصاف النهار. وعلامته زيادة الظل بعد تناهي نقصانه، وذلك أن ظل الشخص يكون في أول النهار طويلا ممتدا، فكلما ارتفعت الشمس نقص، فإذا انتصف النهار وقف الظل، فإذا زالت الشمس عاد الظل إلى الزيادة، فإذا أردت أن تعلم هل زالت، فانصب عصا أو غيرها في الشمس على أرض مستوية، وعلم على طرف ظلها، ثم راقبه، فإن نقص الظل علمت أن الشمس لم تزل، ولا تزال تراقبه حتى يزيد فمتى زاد علمت الزوال حينئذ. قال أصحابنا : ويختلف قدر ما يزول عليه الشمس من الظل باختلاف الأزمان والبلاد، فأقصر ما يكون الظل عند الزوال في الصيف عند تناهي طول النهار، وأطول ما يكون في الشتاء عند تناهي قصر النهار. ونقل القاضي أبو الطيب أن أبا جعفر الراسبي قال في كتاب المواقيت: إن عند انتهاء طول النهار في الصيف لا يكون بمكة ظل لشيء من الأشخاص عند الزوال ستة وعشرين يوما قبل انتهاء الطول، وستة وعشرين يوما بعد انتهائه. وفي هذه الأيام متى لم ير للشخص ظل فإن الشمس لم تزل، فإذا رأى الظل بعد ذلك فإن الشمس قد زالت. وباقي أيام السنة معرفة الزوال بمكة كمعرفتها بغيرها. والله أعلم . انتهى

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني