الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غضب الأب على ابنته لمسوغ شرعي سبب لغضب الله عليها

السؤال

هل يغضب الله على امرأة غضب عليها أبوها، لأنها غير كاملة وهي لا تجد سبيلا لتحقيق الكمال. فالظروف التي وضعها فيها لا تسمح به؟ ملحوظة: هو أيضا غير كامل، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن بر الوالد من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه جل وعلا، وذلك لأن رضاه في رضا الوالد وسخطه في سخطه، ففي الترمذي من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الله في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.

وفي الترمذي أيضا عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه.

وعلى هذا، فعليك أن تبالغي في بر أبيك والإحسان إليه وكسب خاطره ما استطعت إلى ذلك سبيلا لتحوزي رضا ربك جل شأنه، وأما ما لا تستطيعين فعله شرعا أوعادة وطبعا فأنت معذورة فيه، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، فإذا كان لغضب الأب على ابنته مسوغ شرعي كعقوق ونحوه، فإن ذلك من أسباب غضب الله عز وجل عليها، وأما إن كان غضب الأب لغير مسوغ شرعي كأن يطلب من ابنته ما لا تستطيع كأن يغضب مثلا لعدم تفوقها رغم مذاكرتها وسعيها فهذا لا يلحقها إثم بسببه ودافعه هو الحرص عليها، والرغبة في نيلها المراتب العلى، لكن هذا ليس بيدها ولا تلام عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني