الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابتلاع الريق لا يفسد الصوم

السؤال

أقضي الأيام التي أفطرها في رمضان، ولكنني أشك في صيامي بابتلاع الريق أو الطهارة، وأعيد صومي، ويستمر عندي الحال هكذا بحيث أعيد صومي كل مرة، فهل ما أفعله صحيح؟ وكل يوم أشك فيه أقضيه أو ماذا؟ تعبت نفسيا حيث إنني أقضي قرابة الشهر ومع ذلك لا أرتاح، بل أعيد صيامي من جديد أرجو إفادتي عما أفعله هل صحيح أم ماذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما تقوم السائلة به من قضاء الصيام بسب ابتلاع الريق أوعدم الطهارة غير صحيح، فإن مجرد ابتلاع الريق لا يفطر، لأنه مما يعسرالاحتراز منه، كما أن الطهارة ليست شرطا في صحة الصوم فيصح صوم المحدث والمتلبس بالنجس، ولا يشرع القضاء عند تيقن حصول السببين المذكورين، ومن باب أولى الشك في ذلك، قال ابن قدامة: فإن الريق لا يفطر إذا لم يجمعه وإن قصد ابتلاعه، فكذلك إذا جمعه.

وقال النووي: ابتلاع الريق لا يفطر بالإجماع إذا كان على العادة، لأنه يعسر الاحتراز منه فلو جمعه قصداً ثم ابتلعه فهل يفطر؟ فيه وجهان مشهوران ـ أي عند الشافعية ـ أصحهما لا يفطر، ولو اجتمع ريق كثير بغير قصد بأن كثر كلامه أو غير ذلك بغير قصد فابتلعه لم يفطر بلا خلاف. انتهى.

ويبدو أن السائلة مصابة بالوسوسة فعليها الإعراض عما تجده من الوساوس في الصيام وغيره ولا تلتفت إليها، لأن ذلك من مكايد الشيطان ليدخل الهم والحزن إلى قلبها ويوهمها بفساد طاعتها، حتى يشككها في كل شيء، ولا علاج لهذه الوساوس مثل الإعراض عنها، ولتنظر للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 56779، 40836، 39435.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني