الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرمة النوم بعد دخول الوقت مع غلبة الظن بفوات الصلاة

السؤال

أعتذر منكم عن كثرة أسئلتي لكن لأنني أثق بقولكم: بعد أذان الفجر لم أقم للصلاة وكان هناك سبب جعلني أفضل أن أؤجلها قليلا، ولم أنو أن أنام، لكنني أخذت وضعية النوم المعتادة وقلت لا أريد أن أنام إلا أنني أعرف أن هناك احتمالا كبيرا أن يغلبني النعاس وأنام حتى يخرج وقت الصلاة فاستيقظت وقد بقي من الوقت قليلا وانتهى الوقت وأنا أتوضأ وتكرر ذلك أكثر من مرة وربما استيقظت إحدى المرات بعد خروج الوقت، أعرف أن عملي خاطئ لكن هل أعتبر فوتت الصلاة عمداً؟ وسابقاً لم أكن أعرف حكم النوم بعد دخول الوقت إذا غلب على الظن عدم الاستيقاظ في الوقت كنت أنام ظانة أنني لو لم أستيقظ أكون معذورة، وإن شاء الله لن أكرر أيا من الفعلين لكنني أخاف أن يكون ما فعلته موجباً علي أن أنطق الشهادتين لأدخل الإسلام مجدداً، فهل علي ذلك في قول العلماء وماذا ترجحون أنتم؟ وهناك نقطة أخرى وهي أنني سجلت ما فات بسبب النوم بالصورة العادية وما فات حسب ما ذكرته في تلك الحالات بدون تمييز أي أنني لا أعرف كم مرة حصل معي ما ذكرته في تلك الحالات، وأفضل بسبب ظروفي أن أقوم بتأجيل القضاء على أساس أن القضاء يكون بالتراخي، فهل لي ذلك عند تلك الحالات التي ذكرتها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ينبغي لكل مسلم هو المبادرة إلى طاعة الله تعالى، وأن يحمل نفسه عليها، وعليه أن يجتنب طاعة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء التي تدعوه إلى الكسل والتثاقل عن الصلاة وإيثار النوم عليها وذلك من صفات المنافقين ـ والعياذ بالله ـ فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الصبح، وذلك لما فيهما من المشقة ومدافعة النوم، فعلى السائلة أن تنتبه لهذا الأمر وألا تستجيب لخداع الشيطان وتزيينه للنوم حتى يفوت عليها صلاة الصبح في أول وقتها، ثم إذا كانت تنام بعد دخول الوقت وهي تعلم أو تظن أنها لن تنتبه في وقت يسع الطهارة والصلاة قبل خروج الوقت فعليها أن تتوب إلى الله تعالى من تعمد تأخير الصلاة عن وقتها من غير عذر معتبر شرعا وليس عليها قضاء الصلاة مرة أخرى إذا كانت صلت بعد انتباهها، ولا يعتبر ما قامت به ردة حتى تطالب بالدخول في الإسلام مرة أخرى، ولتنظرالفتوى رقم: 141107، وما أحيل عليه فيها.

أما ّإّذا كانت تترك الصلوات التي فات وقتها ولم تقم بقضائها فيجب عليها قضاؤها فورا قدر الإمكان, فإن لم تستطع تحديد عدد الصلوات المتروكة سواء فاتت بسب النوم أو بغيره فلتقم بقضاء ما يغلب على ظنها أنه عدد ما عليها من الفوائت، ولبيان كيفية قضاء الفوائت يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 31107.

وننبه إلى أن من صلى ركعة من الصلاة قبل خروج وقتها فقد أدرك الوقت أي صلى أداء وليس قضاء، ففي سنن النسائي: عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أدرك ركعة من الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها. صححه الألباني.

وقال ابن قدامة في المغني: وجملة ذلك أن من أخر الصلاة ثم أدرك منها ركعة قبل غروب الشمس فهو مدرك لها ومؤد لها في وقتها، سواء أخرها لعذر أو لغير عذر، إلا أنه إنما يباح تأخيرها لعذر وضرورة كحائض تطهر، أو كافر يسلم أو صبي يبلغ، أو مجنون يفيق، أو نائم يستيقظ، أو مريض يبرأ. انتهى.

وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 129516.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني