الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز نبش قبر الميت لغير ضرورة

السؤال

كان أبي عليه رحمة الله رجلا على فطرة الإسلام، وحينما حضرته الوفاة رأينا مبشرات نظنها من الخير مثل أنه وفق لنطق الشهادة، واغتسل قبل موته رغم أنه كان يعاني مرض الموت، وكان آخر شيء أخذه من الدنيا شربة لبن، وعند خروج روحه ابتسم ابتسامة كبيرة ثم مر شهر على مماته، وجاء إلى زوجة أخي يطلب منها أن تجعل زوجته الأولى المطلقة تسامحه من قلبها، وتكتب ذلك في ورقة ونضعها معه في القبر، لأن الملائكة تعذبه، فكيف أوفق بين هذه المبشرات وتلك الرؤيا؟ أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الرؤيا لا يلزم العمل بها، وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 121100، أن رؤية الميت في النوم لا تدل على صدق قوله لأنه لا يبعد أن يتمثل الشيطان بصورته، ثم إنه لا حرج عليكم في طلب المسامحة له من زوجته المذكورة على سبيل الإجمال من دون ذكر للرؤيا، ويمكن أن يتناصح الأبناء والزوجات بعمل ما ينفع الميت بعد موته، ومن ذلك الدعاء والترحم والاستغفار له ومسامحته إن كان قصر في أحد منهم وتذكروا ما روى الإمام أحمد: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به؟ قال: نعم، خصال أربع: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما.

وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.

وأما كتابة ذلك في ورقة ووضعها في قبره: فلا ينبغي، لأن نبش القبر ممنوع شرعا، ولا يطاع فيه أمر صادر من رؤيا لا يجزم بصحتها، ولأن المسامحة إن حصلت بصدق فستتحقق فائدتها ـ إن شاء الله ـ ولا يحتاج للكتابة، لأن الله تعالى مطلع على ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني