الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعر بين المدح والذم

السؤال

ما حكم الشعر وحكم قوله؟ وهل هو قرآن الشيطان؟ وهل يمكن قول شيء كاذب في الشعر كأن أمدح شخصا لا يستحق المدح؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن قول الشعر وحكايته من المباح فهو كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، فلا يمدح لذاته ولا يذم لذاته، ولكن ينظر إلى مضمونه من حيث الإباحة من عدمها، ومدح من لا يستحق يعني وصف الشخص بما ليس فيه من الكذب المحرم سواء كان في الشعر أو في النثر، قال ابن قدامة في المغني: وليس في إباحة الشعر خلاف، وقد قاله الصحابة والعلماء، والحاجة تدعو إليه، لمعرفة اللغة العربية والاستشهاد به في التفسير، وتعرف معاني كلام تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ويستدل به أيضاً على النسب والتاريخ وأيام العرب. انتهى.

وقد أنشد كثير من الصحابة الشعر بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وغيره بإنشاد الشعر، وقد ورد في بعض الآثار تسمية الشعر قرآن الشيطان، قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: وأما كون الشعر قرآنه فشاهده: ما رواه أبو داود في سننه من حديث جبير بن مطعم: أنه رأى رسول الله يصلي، فقال: الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الحمد لله كثيرا، الحمد لله كثيرا، الحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: من نفخه ونفثه وهمزه، قال: نفثه الشعر، ونفخه: الكبر، وهمزه: الموتة.

وقال ابن القيم أيضا: وأما تسميته قرآن الشيطان فمأثور عن التابعين وقد روي في حديث مرفوع، قال قتادة: لما أهبط إبليس قال: يا رب لعنتني، فما عملي؟ قال: السحر، قال: فما قرآني؟ قال: الشعر، قال: فما كتابي؟ قال: الوشم، قال: فما طعامي؟ قال: كل ميتة وما لم يذكر اسم الله عليه؟ قال: فما شرابي؟ قال: كل مسكر، قال: فأين مسكني؟ قال: الأسواق، قال: فما صوتي؟ قال: المزامير، قال: فما مصايدي؟ قال: النساء ـ هذا والمعروف في هذا وقفه وقد رواه الطبراني في معجمه من حديث أبي أمامة مرفوعا، لكن ما ورد في السنة من ذم الشعر وذم حفظه محمول على ما كان مشتملا على محرم مثل الغناء والتشبيب بالنساء ووصف الخمر والكذب والقذف والهجاء ونحو ذلك مما يقوله الشعراء، فوقع الذم على الأغلب، واستثني منهم من لا يفعل ذلك، كما قال سبحانه: والشعراء يتبعهم الغاوون *ألم تر أنهم في كل واد يهيمون* وأنهم يقولون ما لا يفعلون *إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا { الشعراء:224-227}.

كما يحمل الذم أيضا على الإكثار من ذلك حتى يشغل عن القرآن والسنة والتفقه في الدين، وانظر الفتويين رقم: 122030، ورقم: 17045.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني