الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اتخاذ لقب (عصا موسى)

السؤال

هل يجوز أن يلقب الإنسان نفسه في المنتديات أو في جماعة المسجد (بعصا موسى) مثلاً ، أو أي اسم آخر مما يخص الأنبياء أومعجزاتهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من الحقائق التي أسسها القرآن الكريم أن من سمات المتقين تعظيم شعائر الله تعالى، كما قال سبحانه وتعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32] . وقال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) [الحج:30] .
وفي المقابل حرَّم الاستخفاف والاستهزاء بآيات الله تعالى، وعدَّ ذلك كفراً، فقال سبحانه: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة: 65-66] .
ومن منطلق هذه الحقائق تأتي الإجابة على السؤال، فمن يلقب نفسه مثلاً (بـعصا موسى) قد يريد بذلك أنه يمثل الحق الذي من صفاته القوة ودحر الباطل، كما قال الله تعالى: (فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ) [الأعراف:118-119] ، وذلك في معرض الكلام عن سحرة فرعون، فبهذا الاعتبار يرجى ألا يكون هنالك بأس في استعمال مثل هذه الألفاظ، وقد يكون الأولى تجنبها لما في التلقب بها بهذا الاعتبار من تزكية للنفس، والله جل وعلا يقول: (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) [النجم:32] .
أما إذا كان المقصود السخرية والاستخفاف، فإن الأمر في هذه الحالة خطير جداً، لما تقدم من أن الاستهزاء بآيات الله تعالى كفر، والعياذ بالله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني