الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل معاوية على عمر بن عبد العزيز

السؤال

ما صحة الخبر التالي: سئل عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ من أفضل أنت أم معاوية رضي الله عنه؟ فقال لغبار داسته قدما فرس معاوية مع رسول الله صى الله عليه وسلم أفضل من عمر بن عبد العزيز؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن فضل معاوية ـ رضي الله عنه ـ على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، مما لا مراء عند أهل السنة فيه، أما الأثر المذكور فقد ذكره غير واحد من أهل العلم فذكره شيخ الإسلام بن تيمية في منهاج السنة، عازيا له لأحد السلف من غير تعيين فقال: ولهذا يقول من يقول من السلف غبار دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمل عمر بن عبد العزيز. انتهى.

وقد عزي إلى عبد الله بن المبارك ـ رحمه الله تعالى ـ ففي مرقاة المصابيح على مشكاة المصابيح: قيل لابن المبارك أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال الغبار الذي دخل في أنف فرس معاوية مع النبي صلى الله عليه وسلم خير من مثل عمر بن عبد العزيز كذا وكذا مرة. انتهى.

وفي الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي: وأما ما اختص به الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ وفازوا به من مشاهدة طلعته ورؤية ذاته المشرفة المكرمة فأمر من وراء العقل، إذ لا يسع أحدا أن يأتي من الأعمال وإن جلت بما يقارب ذلك فضلا عن أن يماثله، ومن ثم سئل عبد الله ابن المبارك ـ وناهيك به جلالة وعلما ـ أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال الغبار الذي دخل أنف فرس معاوية مع رسول الله خير من عمر بن عبد العزيز كذا وكذا مرة، أشار بذلك إلى أن فضيلة صحبته ورؤيته لا يعدلها شيء. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني