الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يلزم المرأة التي تخرج منها الإفرازات بكثرة ويشق عليها الوضوء لكل صلاة

السؤال

أولا جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الطيب فقد استفدت منه كثيرا جدا: أنا آنسة، عمري 28 عاما، أعاني من إفرازات متقطعة متنوعة ولا يمكنني تحديد متى تتقطع ومتى تأتي، لأنني أحيانا لا أشعر بنزولها، وأحيانا أكشف عن ملابسي فلا أجد شيئا، ثم تنزل، ولكن في الأغلب تكون ملابسي مبتلة بسببها، ذهبت لطبيبات كثيرات أخبرنني أنها ربما تكون التهابات بسيطة في الرحم، أو نتيجة للتوتر العصبي أو اضطراب الهضم، ولا يمكن علاجها بشكل كامل ودقيق إلا ربما بعد الزواج، لأنه يسلتزم الوصول لعنق الرحم، ولا أعلم مدى طهارتها من عدمه، وهي شفافة لزجة ونادرا ماتكون بيضاء أو صفراء، ونادرا ما تكون لها رائحة، ويشق عليّ أحيانا الوضوء لكل صلاة، أو تغيير ملابسي حينما أكون بالخارج، أو حتى وضع فوطة صحية، لأنها تسبب لي التهابات، وغالبا أكون في الطريق وليس هناك مكان نظيف أو قريب أو مأمون لوضوء السيدات، وأحيانا ما تخرج أثناء نومي ولها لون خفيف جدا يميل للبني، بخاصة لو تحممت بمياه ساخنة، حتى لو نمت على الذِكر أو القرآن ورأيت في الحلم مثلا جسد أنثى شبه عاري، أو مقدمات للجماع، أو كان هناك ضغط على المثانة، ولكنني لا أرى جماعا أبدا والحمدلله، فكيف أصلي وأقرأ القرآن في هذه الحالات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه الإفرازات المسؤول عنها هي المعروفة عند العلماء برطوبات فرج المرأة، وهي طاهرة على الراجح فلا يلزم الاستنجاء منها ولا غسل ما أصاب البدن والثوب منها، ولكنها ناقضة للوضوء في قول الجماهير من العلماء، فيجب على من خرجت منها هذه الإفرازات أن تتوضأ، فإن كان خروجها مستمرا أو كان وقت انقطاعه غير معلوم فحكم المبتلاة بهذا حكم المستحاضة وصاحب السلس فتتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شاءت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت أو تحدث حدثا آخر، وهذا الذي أجملناه هنا يزول عنك به الإشكال ـ إن شاء الله ـ فلا يلزمك التحفظ ولا التطهر من هذه الإفرازات، وإنما يلزمك أن تتوضئي بعد دخول وقت الصلاة إلا إن كنت تجدين في أثناء وقت الصلاة زمنا تنقطع فيه الإفرازات يتسع لفعل الطهارة والصلاة، وهذه الأحكام مبينة في موقعنا في فتاوى كثيرة، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 110928، 167711، 153675.

فإن شق عليك الوضوء لكل صلاة فلك أن تجمعي بين الصلاتين في قول الحنابلة كالمستحاضة وصاحب السلس، ويرى المالكية أنه لا يجب على من حدثه دائم أن يتوضأ لوقت كل صلاة، وإنما يجزئه وضوؤه ما لم يحدث وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، ولا حرج في الأخذ بهذا القول عند المشقة والحرج، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 141250.

وإذا خرج منك شيء في أثناء النوم فإن تيقنت كونه منيا أو مذيا أو من رطوبات الفرج فإنك تعاملينه بمقتضى ما تيقنته فتغتسلين من المني وتطهرين المذي وتتوضئين للصلاة، وحكم رطوبات الفرج قد مر، وإذا شككت في هذا الخارج فإنا قد بينا ما تفعله المرأة إذا شكت في الخارج منها في فتاوى كثيرة، وانظري الفتوى رقم: 153675.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني